الأربعاء، 9 يناير 2013

إعطاء انطلاقة البرنامج الوطني "العمل التطوعي والتربية المدنية’’



كلمة محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة بمناسبة إعطاء انطلاقة البرنامج الوطني "العمل التطوعي والتربية المدنية’’
المكتبة الوطنية
 الرباط 4 يناير 2013
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد رئيس الحكومة المحترم السادة الوزراء السيدات والسادة النواب والمستشارين السيدات والسادة ممثلو جمعيات المجتمع المدني السيدات والسادة ممثلو وسائل الإعلام حضرات السيدات والسادة

 أود في البداية أن أرحب بكم جميعا في هذا اللقاء المتميز بموضوعه وحضوره، وبالمناسبة أيضا أتقدم بالشكر الجزيل للحضور الكرام على تلبيته الدعوة، وسعيد أكثر لأن نستقبل السنة الجديدة بهذا الحدث الذي يتسع ليكون مناسبة لإعطاء انطلاقة البرنامج الوطني "التطوع والتربية المدنية"، الذي نعتبره مدخلا للشروع في إنجاز أهم أركان مخطط عمل الوزارة في مجال الشباب وإلقاءِ الضوء على ما نعتزم القيام به خلال هذه السنة من أجل احتواء كل الأنشطة والمبادرات الشبابية والمدنية التي تندرج ضمن حركية الشباب ومشاركتهم المواطنة والمسؤولة، وما ستعبئه حولها من جهود القطاعات الحكومية والمؤسسات الوطنية والجماعات المحلية والمنظمات والجمعيات العاملة في حقل الطفولة والشباب لمساعدة الشباب على تحقيق هوياتهم وإبداعاتهم وانشغالاتهم الفنية والرياضية والثقافية والترفيهية لضمان اندماجهم وتماسكهم الاجتماعي . لذا نعتبر داخل وزارة الشباب والرياضة أن التربية والتكوين رهانا كبيرا من أجل تنمية بلادنا، وأن الاستثمار في العمل التطوعي أصبح ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده، وأن أهمية تفعيل المبادرات وتنميتها في أوساط الشباب، تفرض تشجيع وتنمية كل المبادرات والتراكمات التي تساهم في تأصيل العمل التطوعي في المجتمع فهما وممارسة، حتى نجعل منه تجربة إنسانية ومجالا تربويا يساهم في امتلاك المعرفة، والتمرس على العمل الجماعي والانفتاح الثقافي وعنصرا هاما في تمثل نظام القيم بالنسبة للشباب وترجمة للتضامن والانخراط الوطني. وفي هذا الإطار لا يفوتني أن استحضر لحظات وقضايا أساسية في تاريخ المغرب كان التطوع الأداة البارزة في صنعها ويتعلق الأمر بطريق الوحدة والمسيرة الخضراء المظفرة

فإذا كان التطوع حركة اجتماعية تهدف إلى تأكيد القيم الأصيلة للتعاون، وإبراز الوجه الإنساني للعلاقات الاجتماعي، فإن الشباب يمثل فئات المجتمع الحيوية القادرة على العمل والتفاعل والاندماج والمشاركة بأقصى طاقة لتحقيق أهداف المجتمع وتطلعاته، ويبقى العمل التطوعي من أقوى العوامل المؤثرة في إعداد الشباب لأنها تدخل ضمن تكوينهم خلقيا ونفسيا واجتماعيا

لذا ستكون مهمتنا في هذا المجال المساهمة الايجابية من أجل تجميع المبادرات التطوعية الحرة والمماثلة، والسعي إلى تنشئة جيل متشبع بحب الوطن بكل فاعلية ومشاركة حقيقية، كما أكد على ذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله في الخطاب الذي وجهه إلى الأمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب بتاريخ 20 غشت 2012.

 حضرات السيدات والسادة إن الحاجة إلى مجتمع مغربي قوي يلزم إعطاء الشباب الوسائل المناسبة للتأثير على المستقبل وتشجيع التضامن في أوساطهم، من خلال التوجه إليهم حيث ما وجدوا، وتطوير آليات الاشتغال معهم وزيادة وضوح الإجراءات التي تتخذ لفائدتهم، كما أن العمل مع الشباب يلزم القطع مع كل الأنماط التي تشدنا إلى استهلاك برامج وسياسات تعيد نفسها وتكرس نموذج القصور في الرؤية والبعد عن اهتمامات الشباب. لذا ارتأينا إطلاق دينامكية شبابية ترتكز على سياسات موازية لإدماج الشباب وتعزيز العمل التطوعي والمدني والاتجاه نحو الجمعيات الشبابية لتوطيد الانخراط الجماعي والتضامن لفائدة الوطن. لذا فرهان برنامج التطوع والتربية المدنية وما يرتبط به من إرادة جماعية يجعلنا نقدمه للمجتمع معتمدين من أجل تفعيله على روح المواطنة العالية والالتزام الفكري والثقافي والتضامني الذي يميز مثقفينا ونخبنا ومبدعينا وفعالياتنا المدنية، لذلك أريد أن أقول لكم بأن هذا الحفل الافتتاحي، بالإضافة إلى وظيفته الافتتاحية هو قبل كل شيء دعوة للتطوع الكبير والتعبئة المكثفة التي نريدها عبر أنحاء المملكة لتجسيد أهداف هذا البرنامج وغايته، لذلك فهذا اللقاء وهذه الكلمة أريدها أن تكرس منذ الآن نبل فكرة البرنامج الوطني حول التطوع والتربية المدنية لأنها أصبحت منذ اليوم ملكا لكم وهي أمانة إنسانية وفكرية واجتماعية وحضارية بين أيديكم، لأننا نعتمد عليكم من أجل تأطير كل خاصياتها الإيجابية وترسيخها، وتوجيهها في عمليات وحملات وإنجازات وتجارب محلية وجهوية ووطنية، تجسد في عمقها ونبلها تطوع المجتمع من أجل المجتمع . إننا نقترح عليكم شكلا جديدا من أشكال التضامن في أرقى تجلياته وهذا الشكل هو اقتسام الجهد والخبرة والموهبة والإبداع والمعرفة مع أوسع شرائح المجتمع، لامتلاكها من طرف الشباب لأن فلسفة العمل مع الشباب تقوم على رعايتهم وضرورة دمجهم في المجتمع وتعزيز شعورهم بالانتماء وتدعيم تمسكهم بالقيم الأخلاقية والاجتماعية الايجابية، والعناية بحاجاتهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم وترسيخ العمل الجماعي والتطوعي في صفوفهم، وبخلق الأجواء الملائمة لتأطير الشباب لبناء مجتمع مسؤول يساهم في التنمية والتغيير. إنه الورش الكبير الذي سيوحد جهودنا في تجميع الكفاءات والفعاليات المتطوعة وتعبئتهم للقيام بأدوار طلائعية في مجال استقطاب مختلف الشرائح المجتمعية، خصوصا القيادية منها والشخصيات المرجعية لتركيز اهتمامهم حول القضايا المرتبطة بتأطير الشباب في الأحياء والقرى والمدن. وبغية مواجهة هذا التحدي، سيتم القيام بعمليات إرادية ومجددة على ثلاث واجهات متوازية :
إحداث خلية مركزية تقوم بتدبير العمل التطوعي في أوساط الشباب وتنسق العلاقة بين الهيئات المدنية والشباب المنخرط في إطار الشبكات المحلية للتطوع كما تقوم بتدبير بنك التطوع على الصعيد الوطني؛ وتطوير نظم إدارة شؤون التطوع وتوضيح القضايا المتعلقة به من المفاهيم، والأدوار، الحقوق والواجبات، والإمكانيات المتاحة وغيرها.
• إحداث شبكة لتعزيز العمل التطوعي والتربية المدنية على صعيد كل نيابة تابعة لوزارة الشباب والرياضة في إطار مقاربة تشاركية بين الفعاليات المحلية القطاعية والترابية والمدنية؛
إحداث نقط للتطوع عبر مؤسسات الشباب والتي ستعمل على وضع مخططات محلية للأوراش الأسبوعية والبينية والصيفية . وإدراكا بأهمية البرنامج الوطني للتطوع والتربية المدنية في أوساط الشباب في خلق إطار وطني للعمل الجماعي والتعبئة من أجل الوطن، ستحرص الوزارة إلى جانب شركائها على أن يكون لعملياته دور مؤثر وفاعل في حياة المجتمع، وسيكون ذلك ممكنا إذا ما تم توجيه إمكانيات الجميع من قطاعات حكومية وجماعات محلية وقطاع خاص وجمعيات المجتمع المدني ومؤسسات وفعاليات فكرية وأدبية وفنية ورياضية من أجل الانخراط في فعاليات البرنامج حتى نضمن له القدر الكافي من التأطير والوسائل لتفعيله على أرض الواقع، وبالتالي قياس مدى انسجام وتناغم التدخلات وتماسكها، حتى نتمكن جميعا من رسم معالم وأسس فلسفة جديدة في مجال تأطير الشباب ومصاحبتهم من أجل مشاركة فاعلة وناجعة داخل المجتمع .

وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق