الجمعة، 8 يونيو 2012

نمودج للنظام الأساسي للجمعيات


نمودج للنظام الأساسي للجمعيات


الباب الأول
التسمية - المدة - الهدف - التكوين

الفصل 1 : التكوين
عملا بمقتضيات الظهير الشريف رقم 1-58-376 المؤرخ ب 3 جمادى الأولى 1378 الموافق15نونبر,1958  كما جرى تعديله بالظهير بمثابة قانون رقم عدد 75.00 (مقتضى الظهير الشريف رقم 1.02.206 الصادر في 12 جمادى الأولى 1423 {2002-07-23} ) المنظم لحق تكوين الجمعيات، تكونت جمعية في ما بين .................
الفصل 2 : التسمية
تحمل الجمعية إسم :.......................
الفصل 3 : المدة 
مدة الجمعية 99 سنة
الفصل 4 : المقر 
يحدد مقر الجمعية ب...................
ويمكن أن ينقل هدا المقر ضمن دائرة نفود الجمعية إلى أي مكان آخر، بموجب قرار تتخده الجمع العام العادي.
الفصل 5 : الاهداف
تهدف الجمعية الى :
-
-
-
-
الباب الثاني
تركيبة الجمعية، ووضعية أعضائها.
الفصل 6 : تركيبة الجمعية.
تتألف الجمعية من :..................
الفصل 7 : المساهمة
كل عضو ملزم بأن يؤدي للجمعية:
- واجبات تأسيس استثنائية
- واجبات سنوية دائمة( دون أن تتجاوزالحدود القانونية)
- يمكن للجمعية العامة أن تقرر أرصدة خاصة يجري تحصيلها من المساهمات الإضافية التي يقدمها أعضاء الجمعية.
- يبين النظام الداخلي مبالغ وطرق دفع مختلف هده الواجبات والمساهمات ويعتبر أداء هده الاكتتبات إلزامية.
-أداء الواجبات السنوية الدائمة في أجل لا يتعدى:.......... من كل سنة.
- واجبات التأسيس الإستتنائية تؤدى عند الإنخراط في الجمعية.
الفصل 8 : تحديد المصاريف
واجبات التأسيس الإستثنائية التي يؤديها الأعضاء المؤسسون يجب أن تكون مخصصة لمصاريف إقامة أوتمويل بناء مقر الجمعية، أوجزء من المعدات أو التجهيزات الأصلية.
والأعضاء الغير المؤسسون هم بدورهم ملزمون بدفع واجبات التأسيس الإستثنائية للجمعية. والمبالغ التي تجمع لهده الغاية، تخصص لإنشاء رصيد خاص لتمويل الأنشطة الخاصة للجمعية، اما الواجبات السنوية الدائمة فتوجه لتمويل النشاط العادي للجمعية.
الفصل 9 : القبول في الجمعية والإنتخاب.
قبول كل عضو جديد يخضع لقرار يتخده المجلس وتصادق عليه أقرب جمعية عامة.
القبول في الجمعية يلزم الخضوع لمقتضيات هدا القانون الأساسي وللقانون الداخلي للجمعية المصادق عليه من طرف الجمع العام، وكل القرارات المتخدة من طرف المجلس الإداري والجمعيات العامة.
كل منخرط له حق الإنسحاب في الجمعية شريطة حصوله على إبراء دمته من لدن المجلس. ويمكن إبعاده من طرف المجلس الإداري شريطة الموافقة عليه من طرف أقرب جمعية عامة، والجمع العام تبت في الأمر بشروط الأغلبية الخاصة بالجمعيات العامة غير العادية.
الفصل 10 : السجلات والوثائق
يجب على الجمعية أن تمسك بصورة مضبوطة من يوم إنشائها وطيلة قيامها بعملها السجلات والوثائق الثالية.
1ـ سجل المنخرطين
2ـ جرد كمية وحالات تجهيزات الجمعية.
3ـ نظام داخلي.
ويجب أن تضبط بصورة منتظمة، كما يضاف إليها عند الإقتضاء أسماء المنخرطين الجدد وحاجياتهم.
الباب الثالث
الإدارة 
الفصل    11: الجمع العام 
تتألف الجمع العام من جميع المنخرطين النشيطين، المسجلين في السجل المنصوص عليه في الفصل 10 بتاريخ دعوتها للإنعقاد.
ويجوز للأعضاء الشرفيين الحضور للجمعية العامة بصورة إستشارية.
الفصل 12 : الجمع العام ، الاجتماعات
يمكن عقد الجمع العام في صورة جمعية عامة عادية أو جمعية عامة غير عادية بمبادرة من المجلس الإداري.
ويمكن أيضا عقدها خلال مدة .......من تاريخ الطلب المكتوب الى رئيس المجلس من جانب الثلث على الأقل الأعضاء النشيطين للجمعية.
وبعقد هدا الإجتماع في مقر الجمعية أو في أي مكان آخر يعينه المجلس الإداري.
الفصل 13: الجمع العام ، جدول الأعمال
تحديد جدول الأعمال وتحدير مشاريع القرارات التي ستعرض على الجمع العام تعود الى الطرف الدي اتخد المبادرة لعقد هدا الإجتماع ولا يجوز أن تكون محل مداولة في الجمعيات العامة إلا المسائل المنصوص عليها في جدول الأعمال.
الفصل 14: الد عوة للجمع العام:
تدعى الجمع العام للإنعقاد من طرف رئيس المجلس الإداري. وتحدد صيغ الدعوة لعقد الجمعية بموجب النظام الداخلي.
الفصل 15: الجمع العام ، المداولات والتمثيل
- كل منخرط يملك صوتا واحدا في مداولات الجمعية.
- لايملك بالإضافة الى صوته الا صوتا آخر بصفته وكيلا.
- لايجوز لأي شخص تمثيل عضو نشيط إدا لم يكن هو الآخر نشيطا في الجمعية،
- لايجوز لأي شخص تمثيل عضو شرفي إدا لم يكن هو الآخر عضوا شرفيا في الجمعية،
- قرارات الجمع العام تكون ملزمة للجميع بما في دلك الغائبين.
الفصل 16 : الجمع العام ، تنظيم الجلسات
ترأس الجمع العام من طرف رئيس المجلس أو نائبه في حالة غيابه، أو أحد الأعضاء المجلس المعين لدلك في حالة غيابهما. وفي حالة الضرورة تعين الجمع العام رئيسا لها، و كاتبا لها من بين الأعضاء الحاضرين.
الفصل 17: الجمع العام ، ورقة الحضور
قبل عقد الجمع العام تحرر ورقة الحضور بأسماء الأعضاء الحاضرين الممثلين كما أن أسماء الغائبين والمعتدرين عن الحضور يشار اليهم في هده الورقة.
الفصل 18: الجمع العام ، الإجتماع 
تعقد الجمع العام العادي كلما رأى المجلس حاجة في دلك، وعلى الاقل مرة في السنة داخل الاشهر....التي تلي إنهاء النشاط السنوي للجمعية للبت في التسيير والحسابات الخاصة بهدا النشاط .
الفصل 19: الجمع العام ، السلطات.
تبت الجمع العام العادي في جميع المسائل التي تهم الجمعية .
وهي تقوم وجوبا ب:
ـ انتخاب أعضاء المجلس.
ـ سماع تقرير المجلس بشأن تسيير الجمعية والعمليات التي تم إنجازها خلال النشاط السنوي وكدا الوضعية المالية للجمعية.
ـ المصادقة على الحسابات السنوية وكدا تصحيحها  أو رفضها. 
ـ حجم وطبيعة الأعمال التي يقوم بها المنخرطين لتحقيق أهداف الجمعية.
ـ تحديد المساهمة السنوية المحددة في الفصل 7.
ـ فحص، تغيير، قبول أو رفض القانون الداخلي.
الفصل  20: الجمع العام العادي ، النصاب
لكي تكون مداولات الجمع العام العادي صحيحة بعد الدعوة الأولى يجب حضور على الأقل نصف الأعضاء النشيطين في تاريخ الدعوة.
إدا لم يكتمل النصاب تقع الدعوة إلى جمعية عامة ثانية خلال 15 يوما، وتتداول في تاريخ الدعوة الثانية مهما كان عدد الحاضرين أو الممثلين.
الفصل 21 : الجمع العام العادي ، الأغلبية
كي تكون قرارات الجمع العام صحيحة، يجب أن تؤخد بأغلبية الأصوات. 
في حالة تعادل الأصوات، ترجح الكفة التي يوجد بها الرئيس.
الفصل 22 : الجمع العام غير العادي ، السلطات
 تقع الدعوة للجمع العام الغير العادي من طرف المجلس الإداري ليبت في :
-تغيير الأنظمة الأساسية
-فصل أي منخرط طبقا لمقتضيات الفصل 10 من هدا القانون
-الاتحاد مع جمعيات أخرى
-حل الجمعية
الفصل23 : الجمع العام غير العادي ، النصاب
كي تكون مداولات الجمع العام غير العادي صحيحة يجب حضور ثلثي الأعضاء النشيطين في تاريخ الدعوة الأولى، وإدا لم يكتمل النصاب، تقع الدعوة إلى جمع عام غير عادي ثانية خلال 15 يوما ويمكن أن تتم المداولات بحضور نصف الأعضاء الحاضرين والممثلين وإدا لم يكتمل النصاب تقع المداولات خلال 15 يوما مهما كان عدد الحاضرين النشيطين أو ممثليهم.
الفصل 24 : الجمع العام غير العادي ، الأغلبية
تتخد القرارات في الجمع العام غير العادي على الأقل بثلثي أصوات الأعضاء الحاضرين أو الممثلين ، و في حالة تعادل الاصوات ترجح كفة الرئيس
الفصل 25 : المكتب ، التركيب
يتركب المكتب من ...... عضوا على الأقل و..... عضو على الأكثر.
الفصل 26 : المكتب ، الإنتداب ـ  التجديد ـ المهام
مدة مهام أعضاء المكتب.....سنة. وتكون مهام الأعضاء مجانية باستتناء مصاريف التنقل التي تتحملها الجمعية. ويجري تجديد ثلث الأعضاء كل سنة،إد يجب إعفاء الدين انتهت عضويتهم حسب الأقدمية .يعين المكتب من بين أعضائه، رئيسا، نائبا للرئيس، كاتبا ونائبه، أمين الصندوق، ومساعده، ويتوجب أن يكون الكاتب بالضرورة متعلما. ولا يتم قبول استقالة عضو من المكتب وإنهاء مدة انتدابه إلا بموافقة أقرب جمعية عامة شريطة حصوله 
من طرفها على ابراء دمته، بشأن التزاماته تجاه الجمعية. ويتم بصورة مؤقتة تعويض أعضاء المكتب المتوفين أو المستقلين بأعضاء احتياطيين، ويتم إكمال الحد الأدنى لعدد أعضاء المكتب المنصوص عليه في النظام الأساسي عن طريق التزكية من بين أعضاء الجمعية النشيطين والتصديق على هدين القرارين يتم من لدن أقرب جمع عام.
الفصل 27 : المجلس الإداري ، الإجتماعات
يجتمع المكتب بدعوة من رئيسه وبمبادرته كلما دعت الحاجة إلى دلك، وعلى الأقل.............. مرة في السنة ،ويمكن أن يجتمع بناء على طلب ثلث الأعضاء 
الفصل 28 : المكتب ، المداولات
تكون المداولات صحيحة عند حضور نصف الأعضاء ويتخد القرارات بأغلبية الأعضاء الحاضرين , وفي حالة تعادل الأصوات ترجح كفة الرئيس ,
يعتبر كل عضو تغيب ثلاثة اجتماعات متتالية مستقلا .
الفصل 29 : المكتب ، السلطات
 للمكتب كل الصلاحية الضرورية لتحسين سير الجمعية، ومكلف خصوصا :
ـ دراسة وتقديم كل المقترحات والتساؤلات للجمع العام .
ـ إعداد القانون الداخلي و الشروط العامة للخدمات التي تؤديها الجمعية لأعضائها ,و كدا الوثائق المدكورة في الفصل 10 .
ـ إعداد الميزانية و عرضها على الجمع العام .   
ـ السهر على حسن السير و استغلال تجهيزات الجمعية .
ـ السهر على تحصيل الوجبات والرسوم و المساهمات في الرصيد الخاص التي يؤديها المنخرطون .
ـ تعيين ومراقبة مستخدمين الجمعية وتحديد أجورهم 
ـ إتخاد القرارات بشأن القروض لصالح الجمعية أو المنتفعين في حدود......... درهم
ـ إتخاد قرارات بشأن مصاريف الجمعية في حدود ...... درهم الى ..... درهم  وأي زيادة على هدا المبلغ يقدم  للبت فيه من طرف الجمع العام .
ـ تحديد أسعار الخدمات المقدمة من طرف الجمعية للمستفدين من أعضائها النشيطين ومن غير المنخرطين . 
ـ إعداد الحصيلة المالية والمادية طبقا لمقتضيات القانون الداخلي .
وبشكل عام تمثيل الجمعية أمام الهيئات والسلطات العمومية وكل الأطراف المتدخلة .
الفصل 30 : الجمع العام ، المكتب ، محاضر الجلسات
تسجل مداولات وقرارت كل من الجمع العام والمجلس في محاضر وتوضع في سجلات خاصة بعد توقيعها من طرف الرئيس والكاتب
الفصل31 : الرئيس ، الإختصاصات
يقوم الرئيس بتنفيد قرارات المكتب و الجمع العام و يراقب سير الجمعية التي يمثلها أمام الدولة و المؤسسات العمومية و الخاصة و كل الأغيار و أمام القضاء و له صلاحية إتخاد الإجراءات الضرورية لتوقيف كل تجاوز لسير الجمعية، يحضر ميزانية الجمعية، يقدم الحسابات للمكتب و يؤدى بتأدية المصاريف و يتابع المداخيل و خاصة الواجبات المتخلدة بدمة المنخرطين و المنتفعين .
الباب الرابع 
التدابير المالية:
الفصل32 : المداخيل
   يتألف تمويل نشاط الجمعية من :
 ـ الواجبات السنوية الدائمة للأعضاء 
 ـ المساهمةات الإستتنائية  
 ـ الإعانات المقدمة من طرف السلط و الجماعات و المؤسسات العمومية الأخرى 
 ـ الهبات
 ـ القروض المبرمة من جانب الجمعية 
 ـ الرسوم و الواجبات التي يؤديها المستفيدين 
 ـ الغرامات المستخلفة من الأعضاء  
الفصل 33 : رصد المداخيل 
 ترصد مداخيل الجمعية لما يلي: 
ـ تهيئ مقر الجمعية .
ـ حفض و صيانة المقر و التجهيزات .
ـ شراء وتجديد التجهيزات .
ـ شراء و تجديد الأدوات الضرورية لنشاط الجمعية و تجهيزاتها .
ـ تسديد أجور مستخدمين الجمعية .
ـ تسديد القروض المترتبة عن الجمعية .
ـ تسديد مشتريات الجمعية في إطارها العادي .
الفصل 34 : الصندوق
 صندوق المصاريف المستعجلة يمسك من طرف أمين الصندوق مبلغ قدره .......... درهم قابل للتجديد.
الفصل 35: الحساب البنكي ، توقيع الشيكات
يجب فتح حساب بنكي بإسم الجمعية في وكالة بنكية محلية ، وتوقع الشيكات من طرف الرئيس وأمين الصندوق.
الفصل36  : التقريرالمالي 
  يحضر المكتب تقريرا ماليا يقدم إلى الجمع العام يخص نشاطات السنة المنصرمة .
الفصل37 : الحسابات
إدا كانت الجمعية تتمتع بمنحة أو بإعانة من طرف الدولة أو مؤسسة عمومية أو جماعة ، يجب أن تمسك حساباتها وفق الشروط المنصوص عليها في القرار الوزاري المؤرخ والدي يحدد شروط التنظيم المالي والمحاسبة  الخاصة بالجمعيات التي تتلقى المساعدات من أجهزة عمومية.
الفصل 38 : تسوية الخلافات
كل اختلاف بين الجمعية وأعضائها، أو بين أعضاء الجمعية فيما يخص الجمعية إدا لم يقع حله بواسطة. يقع الاحتكام إلى محكمة...................

تنشيط الورشات

تنشيط الورشات

أضحى التنشيط ممارسة شائعة في السنوات الأخيرة في مختلف الميادين والمجالات ، في الفصول الدراسية لفائدة التلاميذ والطلاب ، أو في حلقات التكوين الأساسي أو المستمر ، أو في نوادي الشباب والأطفال ، أو في الجمعيات الثقافية أو الفنية أو الرياضية ...و سواء تعلق الأمر بأنشطة تربوية أو مهنية أو جمعوية أو سياسية أو نقابية ... فإن هذه الأنشطة لم تعد قابلة للتقديم بشكل عشوائي أو تقليدي ، بل يستلزم ذلك تفعليها بطريقة منظمة وحديثة ، تهدف طرح القضايا و تبادل الآراء و اتخاذ القرارات و تطبيق التجارب و تقويم النتائج بشكل جماعي ، دينامي ومتفاعل ... فمن خلال التنشيط الفعال نتمكن من تزويد المستهدفين بمعلومات ومهارات بأساليب مرنة في أجواء من المرح والانشراح بعيدا عن كل مظاهر الفرض والتلقين ، أو التمركز حول شخصية الأستاذ أو المكون ، والتي قد تفرز مشاعر القلق والملل أو الاتكالية أو السطحية في العمل ،وأحيانا العداء الناتج عن الإكراه والإلزام ...

تكمن أهمية التنشيط ، إذن ، في انطلاقه من المستفيد بصفته شريكا فاعلا ، من خلال الاطلاع على تمثلاته ومعرفة حاجاته وتطلعاته ،ومن خلال إعطاء قيمة له بتحفيزه ،ومنحه الثقة في النفس ، بغية تحويله إلى عضو فاعل مشارك ومنتج ، يتحول على إثر ذلك كل تلميذ أو طالب أو مكون إلى عضو نشيط ، يقترح،ويقرر، ويطبق ، ويقوم ... يجد نفسه منخرطا في علاقات مبنية على التفاعل والتشارك والتعاون والاحترام المتبادل بين الأعضاء . 

كل هذه الأمور مجتمعة تدفع إلى اقتراح منهاج للتنشيط واضح و دقيق ، يسطر الأهداف و الكفايات ، ويحدد المحتويات ، ويعين الطرائق ، و يضبط العلاقات ، و يختار الوسائل و الدعامات ، و ينتقي أساليب التقويم الفعالة ...

أولا ، دينامية الجماعة :
1- مفهوم الجماعة : ( Groupe ) 
الجماعة وحدة اجتماعية تتكون من ثلاثة أشخاص فأكثر، بينهم علاقات تواصل وتفاعل ونشاط متبادل على أساسه تتحدد الأدوار و المواقع وفق معايير و قيم جماعية، إشباعا لحاجات وتحقيقا لأهداف.
يمكن تصنيف الجماعات إلى صنفين مختلفين :
- جماعات متجانسة ( Groupes homogènes ) 
تتشكل من أعضاء لهم نفس المواصفات ( كالجنس أو السن، أو التخصص الدراسي، أو المهنة...)
لها نسبيا حاجات و دوافع و أهداف مشتركة...
- جماعات متنافرة ( Groupes hétérogènes ) 
يختلف أعضاؤها من حيث الثقافة و الوسط و المعرفة ، مما يؤدي إلى تنوع الوظائف والحاجات والمصالح ...

2 – وظائف الجماعة
أ- وظيفة الإنتاج :
تتمركز وظيفة الإنتاج حول العمل المطلوب إنجازه ، أي عبر تحقيق الأهداف المتوخاة . 
ب- وظيفة العلاقة :
إنها وظيفة بقاء و استمرارية الجماعة بالتركيز على التفاعل الإيجابي بين أفرادها ، ولها مظهران : 
- التسهيل ( facilitation ): الإتاحة للجميع إمكانية المشاركة و الانخراط في العمل. 
- التعديل ( régulation ): التحكم في النزاعات و الحفاظ على التوازن و النظام.
إن سوء تدبير الجانب العلائقي ،يؤدي حتما إلى نزاعات قد تنعكس سلبا على إنتاجية الجماعة،ويحول هذه الأخيرة إلى تجميع لأفراد منعزلين أو إلى أحلاف تنشط على إثرها المناورات و تصفية الحسابات . وعلى خلاف ذلك ، إذا كانت الجماعة متفاعلة ، فهي تتحول إلى جماعة أصدقاء تجمع بينها روابط عاطفية حميمية ، أكثر منها مصلحية ( تحقيق أهداف مشتركة ). 

3 – أهمية العمل ضمن الجماعات :
- يرتبط العمل ضمن جماعات بدينامية تتسم بالتفاعل و التواصل و التعاون ... 
- ينمي لدى الفرد الشعور بالانتماء 
- يكسبه الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين 
- ينمي لديه مواقف و اتجاهات نحو الانفتاح و التبادل ...
- يغرس فيه قيم التعاون و التسامح و الحوار و التفهم ...
- يعوده حسن الإصغاء و التحدث 
- يدفعه إلى تبادل الأفكار و الآراء ومناقشتها ...
- يجنبه المواقف و السلوكات النفسية السلبية كالخجل و التردد و الانطوائية ...

ثانيا ، تنظيم أنشطة العمل ضمن جماعات :
1 – أنواع الأنشطة :
أ- الأنشطة الإخبارية ( Activités d’information ) 
عادة ما يتم إيصال الخبر بطريقة عمودية ( من المرسل إلى المتلقي ) أو عبر مذكرات وإعلانات ، لكن الطرائق الفعالة تقتضي تبليغ المعلومة بطريقة تأخذ بالاعتبار آراء و مواقف المستهدفين (الاسترجاع أو التغذية الراجعة feed- back ) .
ب – الأنشطة التنظيمية ( Activités d’organisation )
ترمي إشراك جميع المعنيين في تحديد الأهداف ، وبرمجة الأشغال ، و توزيع المهام ، و تحديد مراحل الإنجاز ...
ج – الأنشطة الحبية ( Activités amicales )
تهدف تمثين العلاقات بين العاملين بواسطة حفلات بمناسبة تعيين أو تقاعد أو تسليم لشهادات ، أو فقط من أجل التخفيف من الضغط و الروتين المهنيين ...
د – الأنشطة الإبداعية ( Activités de créativité )
تتوخى البحث عن أفكار خلاقة يدلي بها المشاركون بعيدا عن ضغط الإطارات المرجعية ، بنوع من المرونة و اللاتوجيهية ...
ه – أنشطة حل المشكلات ( Activités de résolution de problèmes)
تهدف البحث جماعيا عن حلول واقعية ملموسة لمشكلات مطروحة من خلال خطة عمل واضحة و محددة . 
و – أنشطة التكوين ( Activités de formation )
ترمي إلى إكساب المستهدفين معارف و مهارات بالاعتماد على التجارب السابقة و المجهودات الذاتية ، وصقلها بتجارب جديدة .

2 – الإجراءات التنظيمية التمهيدية :
أ- إجراءات اللجنة التحضيرية : 
* تحديد الموضوع العام ، و المحاور الكبرى ، و الأهداف العامة ، و الفئة المستهدفة ، وكذا نمط التنشيط المتوخى ...
* الاتصال بالمتدخلين المباشرين من أجل برمجة الأنشطة .
- الاتصال الأول : كتابيا ( رسالة بريدية أو إلكترونية ، فاكس ... ) يتضمن الموضوع العام و أهدافه و محاوره (البرنامج ) ، ومواصفات الجمهور المفترض ، ومكان و فترة الإنجاز ، ونمط التنشيط ( طريقة الاشتغال)...
- الاتصال الثاني : شفهيا ( هاتفيا أو وجها لوجه ... ) من أجل تأكيد المشاركة .
ب – إجراءات لجان المتدخلين المباشرين : 
- تشكيل لجان ( التنظيم، و التنشيط، و التوثيق... ).
- توزيع المهام و المسؤوليات .
- إعادة تشكيل الموضوع العام ، والمحاور الأساسية ، والأهداف العامة المتوخاة ، والتداول حول طريقة التنشيط المناسبة ...
- إعداد جدول أعمال يتضمن قائمة مرتبة بالمحاور ، كل محور مذيل بحصة للحصيلة والمناقشة .
- تحديد الموعد الملائم و المكان اللائق، والمدة الزمنية لكل نشاط.
- تعيين الإقامة للمتدخلين و أماكن تناول الوجبات.
- حصر مواصفات المستفيدين: ( علاقاتهم بالموضوع و الأهداف المسطرة، العدد، السن، الجنس، المستوى الدراسي، المهنة... ).
- القيام بالترتيبات الإدارية اللازمة للحصول على الترخيص القانوني من طرف الجهات المعنية .
- إعداد بطاقات الدعوة ، و اللافتات ، والملصقات ، و المطويات ، و الإعلانات ...
- الاتصال بالصحافة قصد النشر و الإشهار .
- إعداد الوثائق الضرورية للعمل، و بطاقات التقويم...
- توفير التجهيز الملائم ( القاعة ، أجهزة الصوت ، الأجهزة السمعية – البصرية ، والأسترة في حالة استخدام هذه الأجهزة ، آلات التسجيل ، الكهرباء والإنارة ، التهوية أو التدفئة ، الماء ، النظافة ، الكراسي ، الطاولات ... )
---------------------------------------------------------------------------------
(*) : << أوضحت دراسات أجرتها جامعة مينوسوتا (Minosota ) بالولايات المتحدة الأمريكية أن الوقت اللازم لتوضيح فكرة معينة ينخفض بنسبة 40 % و ذلك عند استخدام الوسائل المرئية في التقديم . >>
د. علي الحمادي " 333 تقنية للتدريب و الإلقاء المؤثر – فن استخدام الأساليب و الوسائل التدريبية الحديثة - " 
دار ابن حزم ، بيروت ، 1999 ( ص 69 ) 
د – ترتيب أماكن المشاركين ) L’installation des participants ) 
---------------------------------------------------------------------------------

يعكس ترتيب الطاولات نمط و أسلوب التنشيط 
* الترتيب الدائري : 
تسمح بالتبادلات الجميع متساوون ( رؤية ، و التفاعل … )
* الترتيب وجها لوجه : 
المواجهة صالحة للتفاوض ( اجتماع النقابيين وأرباب العمل ...) وجود قائدين بدل منشط 
* الترتيب على شاكلة U :
الجميع تحت مسؤولية المنشط - الترتيب يسمح بحرية تنقل المنشط
- يعطي للمنشط وضعا متميزا 
- السبورة وراء المنشط وبالتالي فهي مرئية من طرف الجميع 
- الأجهزة المستعملة لها موقع مناسب 

ثالثا ، تنشيط عمل الجماعات :
التنشيط الفعال – المتمحور حول نشاط الجماعة - عبارة عن عمليات و إجراءات تدخلية بيداغوجية، يتم بواسطته ضبط التواصل بين أفراد الجماعة من أجل تيسير المهام و الأعمال ، بهدف تبادل الأفكار والآراء ، وتشخيص التمثلات و الحاجات ، وتحديد الأهداف ، ووضع المخططات و البرامج ، وإنجازها وتقويمها. ذلك لأن التنشيط الفعال أصبح ، اليوم ، ممارسة بيداغوجية ، تعتمد في مختلف الاجتماعات و تدبير الورشات ، باستعمال تقنيات حديثة متطورة بدل الإلقاء و تقديم المعلومات ، وهذا يستدعي مجهودات جبارة ، يقوم بها شخص يدعى المنشط ( animateur ) .

1 – المنشط و أنواع التنشيط :
يمكن تصنيف المنشطين إلى ثلاثة أنواع :
أ- المنشط التسلطي : ( السلطوي autoritaire - )
- الأسلوب التوجيهي (style directif ) 
- يحتكر المعرفة ( الكلام ) 
- يفرض الأهداف و المحتويات و طرائق العمل
- يفرض وجهة نظره ويدعو إلى إتباعها 
- يحدد الأدوار و المهام بشكل مسبق 
- ينفرد باتخاذ القرارات و يقيم الأعمال بشكل انفرادي 
* يهدف: حفظ النظام لضمان تطبيق الأوامر و التوجيهات ،وإيهام الغير بأن الأمور تسير سيرا عاديا
ب- المنشط اللامبالي : ( المتساهل – laxiste )
- يترك للمشاركين الحرية المطلقة في بناء المعرفة دون ضوابط و معايير 
- لا يهتم كثيرا بكيفيات تحديد الأهداف و المحتويات و طريقة العمل ...
- تداخل و فوضى على مستوى توزيع الأدوار و المهام 
- القرارات نادرا ما تتخذ 
- التقييم خاضع لضغوطات الأعضاء 
* يهدف : تجنب المشاكل مع الأعضاء ، ويدعي تطبيق بيداغوجيا تحررية لاتوجيهية .
ج – المنشط الديمقراطي : ( التواصل الفعال )
- الأسلوب التعاوني (style coopératif ) 
- يبني المعرفة بكيفية تشاركية مع مختلف أعضاء الجماعة 
- يحدد الأهداف و المحتويات و طريقة العمل ... بإشراك الأعضاء 
- يترك للمشاركين حرية توزيع الأدوار و المهام 
- يتخذ القرارات بشكل تشاركي
- يمارس التقييم الجماعي 
* يهدف : تشجيع التواصل الفعال المؤدي إلى تشييد جماعة خلاقة و منتجة .
تستجيب شخصية المنشط لمختلف الأبعاد :
- على مستوى الفعل (action ) : حيث الاهتمام بالتطبيق و النتائج و تحقيق الأهداف 
- على مستوى المنهج ( méthode) : حيث الاهتمام بالطريقة و التصميم و التنظيم والترتيب 
- على مستوى العلاقة ( relation) : حيث الاهتمام بالتفاعل والتشارك و التواصل وعمل المجموعة
- على مستوى الفكرة ( idée) : حيث الاهتمام بالأفكار و المحتويات 
إذا كانت الجماعة تحمل في طياتها دينامية كامنة ، فإن دور المنشط هو إيقاظ و تشجيع هذه الدينامية ، لذا فالمنشط الديمقراطي التشاركي هو الضامن لسير أفضل لمجموعة العمل ، ولإنتاجيتها ، ولاحترام المعايير و المبادئ ... إلا أن الرهان على مهام المنشط وحده لايكفي لتحقيق الأهداف المنشودة، إذ لا بد من وجود أدوار و مستويات أخرى توزع بالتناوب على باقي الأعضاء ، حيث يؤدي تكاملها إلى نجاح كل تنشيط فعال .

2 – تشكيل وإعادة تشكيل الجماعات :
أ- تشكيل الجماعات :
يعتمد تشكيل الجماعات على تقسيم الجماعة الأم ( جماعة القسم أو التكوين ) إلى جماعات عمل صغرى، بهدف تيسير التبادلات ، وبعث دينامية بشكل أفضل . و يمكن تشكيلها وفق معيارين :
- معيار كمي : أي تكوين مجموعات متساوية العدد من الأعضاء ، بحيث يتراوح عدد كل جماعة صغيرة بين 2 و 6 أفراد ، والأمثل هو 5. ويمكن أن يصل هذا العدد إلى 15 فردا في حالة وجود أعداد كبيرة من المشاركين .
- معيار كيفي : ( معيار التجانس ) أي تجميع المشاركين انطلاقا من اعتبارات محددة ( كالسن ، أو الجنس ، أو المستوى الدراسي ، أو التخصص و الخبرة ... )
يستحسن كمرحلة أولى الإبقاء على التشكيلات التي تكونت إما بشكل عشوائي ( كالتقارب على مستوى المقاعد ، أو القرعة ، أو من خلال ترتيبهم في اللوائح الاسمية ...)، أو انطلاقا من علاقات الصداقة أو الجوار أو المهنة أو التخصص الدراسي أو السن ...مع ضرورة مراعاة مبدأ المساواة بين الجماعات على مستوى العدد والجنس . إلا أن الأمر يقتضي في حصص أو أنشطة موالية ، تنويع التشكيلات ، باستعمال أساليب متعددة ، مما يتيح لكل مشارك التفاعل ، بكيفية منتظمة ، مع كافة المنتمين للجماعة ، خوفا من تكوين جماعات مغلقة أو أحلاف .
ب- إعادة تشكيل الجماعات :
الأهداف سيرورة الأنشطة التوجيهات الوسائل التوقيت التقويم
- خلق التواصل والتفاعل بشكل فعال بين جميع المشاركين 
- بعد الانتهاء من أشغال ورشة سابقة في إطار جماعات صغرى ، يقوم المشاركون بإعادة تشكيل جماعات صغرى أخرى تضم أعضاء آخرين - انتظام الأعضاء في إطار 
جماعات صغرى من 2 إلى 6،إلا في الحالة النادرة التي يكون فيها عدد المشاركين كبير جدا ، فإن العدد الأقصى لكل جماعة يمكن أن يصل  إلى 15 عضوا . 
- إذا كان العدد المرغوب  فيه داخل كل مجموعة مثلا هو 6 أعضاء ، فإن المنشط  يعطي لكل عضو مشارك  رقما ، إلى حين بلوغ الرقم  الأخير هو 6 . ثم يبدأ  من الأول مع الباقي ( من 1 إلى 6 ).
وهكذا تشكل الجماعات من الأعضاء الذين يحملون نفس الرقم (1) ، ثم (2) ، إلخ...
(يتم إعادة تشكيل الجماعات بعد كل ورشة ) - هندسة  فضاء التكوين أو التدريس بشكل يسمح بممارسة العمل في جماعات صغرى 
10 د التحقق من مدى اقتناع المشاركين بأهمية تنويع وتغييرتشكيلة جماعات على المستوى العلائقي و التفاعلي

3 – توزيع الأدوار و المهام على المشاركين :
بدل الحديث عن التنشيط كمفهوم مجرد أو كنموذج يندرج ضمن أدبيات البيداغوجيا الحديثة ، فإنه ( أي التنشيط ) يتحقق في سلوك الفاعلين ( منشطين ، ومسيرين ، ومقررين ... ) 
أ- مهام منشط الجماعات :
من سمات المنشط اليقظة و الموضوعية و التقبل والتسامح و التفهم و المرح ... ولا ننسى أيضا بأنه قد يتطلب منه الخبرة والتخصص و الحزم لأهميته في التكوين والتدريس ... قبل التنشيط خلال التنشيط بعد التنشيط
- إعداد المحاور الكبرى للموضوع العام 
- تسطير الأهداف العامة والخاصة 
- وضع برنامج بمختلف محتوياته وأنشطته 
- اختيار طرائق وتقنيات التنشيط الملائمة 
- إعداد تمارين وأنشطة تراعي : معايير الملاءمة مع الأهداف المتوخاة للفئة المستهدفة ، والقابلية للتطبيق، البساطة ، التنوع ، القابلية للاستثمار ، المرح...
- تهييء الوسائل والدعامات 
- تنظيم القاعة بشكل مناسب نوعية الأنشطة وأعداد المشاركين 
- إعداد بطاقات تقنية لأنشطة يحدد فيها الموضوع والمادة المعرفية والأهداف الإجرائية
والتقنية المعتمدة والوسائل ، والمدة الزمنية ، وأسلوب التقويم 
- إخبار المشاركين بموضوع البرنامج المسطر ، لفسح المجال لهم من أجل الإطلاع
على الوثائق و التزود بالمعلومات الضرورية .
- استقبال المشاركين 
- المشاركة في افتتاح اللقاءات
- عرض جدول الأعمال والموضوع العام ، والمحاور الكبرى ، والأهداف العامة ...
- تقديم النشاط بشكل يثير اهتمام وفضول المشاركين 
- توضيح أهداف كل نشاط والمطلوب منه ومدته الزمنية 
- كتابة تعليمات وتوجيهات النشاط وطريقة الاشتغال 
- الإشراف على عمليات تكوين الجماعات توزيع الأدوار والمسؤوليات داخلها بالتناوب 
بهدف إشراك الجميع في مهام التسيير والتدبير واتخاذ القرار، ليبقى دوره محصورا في
الإرشاد والمساعدة والتنسيق ...
- الإشراف على عمليات إعداد ميثاق العمل مع التذكير بالقواعد والمسؤوليات المسطرة فيه كلما دعت الضرورة إلى ذلك 
- الانطلاق من تمثلات وحاجات وانتظارات المشاركين
- تحفيز المشاركين ، بهدف إزالة العوائق المعرفية والعلائقية ، من خلال ربط طبيعة 
الأنشطة المقترحة باهتمامات وتطلعات وحاجات الأفراد ، ومن أجل خلق الرغبة والحماس والدينامية والانتاجية والإقبال على العمل 
- إدارة النقاش وضمان توزيع متكافئ ومنظم للتدخلات 
- تسهيل تبادل الآراء والمقترحات بين المشاركين ( المبادرة والعمل ) 
- ضمان مشاركة الجميع ( تقديم رأي ، استفسار، اعتراض ، تعقيب ، إضافة ...)
- التذكير بالوقت المخصص لكل نشاط و تدخل 
- تدبير الاختلافات بطريقة ديمقراطية 
- التوضيح بالشرح و إعادة الصياغة 
- مقارنة وجهات النظر المختلفة 
- القيام بخلاصات تركيبية جزئية ونهائية 
- الحرص على عدم هيمنة البعض على النقاش إلا للضرورة
- الحرص على ضمان احترام الأفكار وتجنب الاستهزاء أو السخرية
- يحول الأمثلة الشخصية إلى أمثلة عامة 
- يلح على تجاوز الحوارات الثنائية
- يتحرك بين الجماعات 
- ينادي كل مشارك باسمه لتعميق التواصل . - تعبئة بطاقات التقويم المخصصة
- تقويم ذاتي مباشر 
- تقويم تتبعي 
- التغذية الراجعة (feed-back) هنا يقتضي أحيانا تغيير الإيقاع ، وتنويع الأنشطة ، إحداث لحظات للتوقف والاستراحة بين كل نشاط ( تجنبا لحالات التعب والملل ) ،
تغيير الجماعات ، الأماكن، شكل تنظيم الطاولات ،والديكور ( إن أمكن ) 
* دور المنشط في مساعدة الجماعة على التسيير الذاتي :
ليس المنشط هو فقط المبادر و الفاعل ، بل هو أيضا الشخص الذين يساعد المشاركين على المبادرة و العمل . والمنشط الناجح هو الذي يتمكن من منح الجماعة قدرا من الاستقلال الذاتي في التسيير و إنجاز الأنشطة .
* المسار نحو التسيير الذاتي :
من الاحتكار في التسيير ( gestion monopolisée) إلى التسيير المشترك بين المنشط و الجماعة (cogestion ) إلى التسيير الذاتي ( autogestion)،ويتم هذا المسار عبر مراحل : 
- يقرر المنشط في البداية ، والأعضاء يتبعون 
- يقترح المنشط عددا من الإمكانيات ،و الأعضاء يختارون 
- يقترح الأعضاء ويختارون ، لكن بموافقة المنشط ( الخبير ،والمتخصص ، والتقني ...)
- يقترح الأعضاء و يقررون بأنفسهم ، والمنشط يراقب عن بعد ، ونادرا ما يتدخل . لا يتدخل إلا لضمان الالتزام بالبرنامج و الوقت ... 
ب- مهام مسير الجماعة :
* هو بمثابة منشط في الظل داخل الجماعة 
- ينظم سير العمل 
- ينسق بين الأعضاء 
- يحرص على تحقيق الأهداف 
- يذكر بطريقة الاشتغال 
- يضمن احترام القواعد و المعايير داخل الجماعة 
- يدير النقاش 
- يسهل تبادل الآراء و الاقتراحات 
- يدبر الاختلافات 
- يحث الجميع على المشاركة ، و يرجع الشاردين إلى العمل 
- يساعد في تركيب النتائج المتوصل إليها .
ج – مهام مقرر الجماعة :
* وهو بمثابة موثق داخل الجماعة ( يدون أشغالها )
- لا يتكلم إلا قليلا 
- يستمع جيدا إلى اقتراحات و ملاحظات الأعضاء 
- يدونها بموضوعية و حياد 
- يعيد صياغتها من أجل الخروج بتركيبات جزئية ثم نهائية 
- يقرأ التقرير(1) على أعضاء الذين يضيفون إليه نقاطا أخرى 
- يعمل على نشر التقرير أو تلاوة محتوياته على أعضاء آخرين 





------------------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) على التقرير أن يستجيب لحد أدنى من الشروط :
- الإيجاز ( دون حشو أو إطناب )
- التدوين : للموضوع ، للمكان ، للزمان ، لاسم المجموعة ، لأسماء المشاركين ، للأفكار و الاقتراحات 
( مع نسبة كل رأي أو اقتراح لصاحبه )
- إمضاء التقرير من طرف جميع الأعضاء المشاركين.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------

في طرح التنشيط التربوي الإجتماعي


لكي يكون تناولنا للتنشيط بشكل علمي منهجي يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الجانب العملي في المجال و الذي يتطلب 3 شروط أساسية وهي:
1- موضوع واضح ودقيق
2- منهجية بحث خاصة به
3- مفاهيم أو مصطلحات خاصة بالمجال
و بالتالي فيمكن تحديد موضوع الممارسة التنشيطية في مجال تدخلها ومجال تخصص الأفراد الفاعلين فيها وهي " التنشيط الاجتماعي التربوي للشباب" عوض " التنشيط الاجتماعي الثقافي" و الذي كما نعرف جميعا أنه اختصاص ومجال قائم الذات وتختلف ممارستنا عنه بشكل كلي، و إن كثرة التداخل في التعاطي حول هذا الموضوع خاصة في الندوات  التي نظمتها جمعية قدماء بئر الباي و التي كان جل المتدخلين فيها من المختصين في علم الإجماع الثقافي أو خريجي بئر الباي والذين واصلوا دراستهم في علم الاجتماع مما كاد يطبع التنشيط الشبابي بطابع التنشيط الثقافي و نكاد نكون وجهين لعملة واحدة والحال أن الاختلاف بين الممارستين كبير جدا. ومن هنا نورد هذا الطرح للفروق بين المجالين أو الممارستين.
1- التنشيط السوسيوثقافي
ينطلق بيار مولينيي في تحديده لمعنى التنشيط السوسيو ثقافي من خمس معان كبرى للكلمة:
1 التنشيط بمعنى حالة أو واقع فعلي، ويستخدم كنعت لوصف وضع معين كأن نقول مدينة منشَطة أو شارع منشَط وهنا يكتسب طابعا تلقائيا، أي هو نابع من طبيعة ذلك الواقع ولا يحتاج إلى تدخل خارجي.
2 التنشيط بمعنى التدخل أو الفعل لإحداث ديناميكية أو للتوجيه أو للتعبير وبهذا المعنى التنشيط هو عمل موجه يقوم به الفرد أو جماعة لتحقيق هدف معين.
 3 التنشيط بمعنى المادة أو الإنتاج وله في هذا الاتجاه أشكال متعددة: المهرجانات، الأسابيع التجارية، العروض الفنية، الحفلات.
4 التنشيط من حيث أنه تقنيات بيداغوجية مصوَغة ومحددة تهم جمهورا ضيقا في حالة تلقي تكوين ما يعتمد على وسائل وتقنيات.
5 يمكن أن يحمل التنشيط معنا مؤسساتيا، أي مجموعة من الممارسات لها خصوصياتها و مضامينها ووسائل عملها (ميزانية، أعوان...)
ويحدد موليني مقابل هذا المعاني مكونات حقل التنشيط وهي:
•         المجال الجغرافي: مدينة، ريف، حي، شارع
•         المضمون ويتضمن ثلاثة أصناف:
المضمون الثقافي أو الفني: موسيقى، مسرح، سينما...
المضمون الاجتماعي: إرشاد وتوجيه اجتماعي، بحوث اجتماعية، المحافظة على البيئة.
المضمون الجسماني: التربية البدنية، التعبير الجسماني..
•         الجمهور: نساء، أطفال، مسنون، معاقون، شباب
•         المؤسسة: وتتضمن بدورها ثلاثة أصناف
-         المؤسسات والمراكز الثقافية المختصة وهي تؤدي غالبا مهمة محددة متخصصة( متحف، مكتبة، أرشيف، قاعة سينما..)
-         المراكز والمؤسسات الثقافية متعددة الاختصاصات، دور الشباب، دور الثقافة
-         المؤسسات غير الثقافية: مستشفى، مركز تجاري...
كمت يعتبر مولييي أن التنشيط الثقافي يتجسم في مجموع الأنشطة الهادفة إلى إتاحة الفرصة للقاء بين أفراد المجموعات وتحسيسهم بتراثهم الثقافي قصد تسهيل تلاؤمهم (وخاصة الشباب منهم) مع محيطهم ومشاغل عصرهم، كما تسعى إلى جعل المجموعة تعيش ثقافتها الخاصة مقابل الثقافة المفروضة والمكتسبة وذلك بمشاركتها الفعَالة والمبدعة في برامج المراكز التنشيطية.
وقد تمت بلورة هذا المفهوم بأكثر دقة في لقاء هسنكي سنة 1972 الذي تبنى التعريف التالي" التنشيط الثقافي هو جملة العمليات التي تهدف إلى إقامة تأصل خلاق داخل المجموعة وبين الأفراد والثقافة وتسعى إلى ضمان المشاركة المبدعة والتلاؤم مع عالم متغير ومتحرك.
أما جون شربنترو و - آخرون 1964 فيعتبرون أن " التنشيط السوسيو ثقافي" يندرج في إطار تحرر جماعي  ومسألة تحديد تعريف واضح ومحدد للمصطلح صعبة بسبب ثرائه وتنوعه، فالتنشيط السوسيوثقافي يتمثل أساسا في إتاحة إمكانيات ثقافية على أكبر نطاق ممكن من حياة الأفراد مع تشريك أكبر عدد ممكن من الناس
2- التنشيط الاجتماعي التربوي للشباب
التنشيط الشبابي هو كل ممارسة تربوية اجتماعية مع مجموعة من الشباب من أجل تمكينهم من كفايات ومهارات وقدرات تستهدف تنمية الجانب الوجداني والمعرفي والحركي والاجتماعي وتيسير اندماجهم داخل المجموعة والمجتمع وتنمي التّواصل وتهيكل وتنظم الحياة الاجتماعية للجماعات الشبابية.
إن التنشيط الشبابي فعل تربوي واجتماعي يتميز بالبنائية والحراك فهو عملية مفتوحة ومنفتحة على الجديد، وهي متطورة ومتجددة ولا تتوقف. تسعى إلى تمكين جماعة الشباب من منهجيات لاكتساب المهارات والكفايات اللازمة لفهم الواقع وتحليله وبالتالي القدرة على استيعاب واستبطان المكتسبات والتعلمات وتوظيفها لحل الإشكاليات التي تطرح عليهم وتجاوزها وبالتالي فهو طريقة للعمل والفعل في الواقع، كما أنه ممارسة اجتماعية يتم خلالها استيعاب ما هو فردي جزئي لدى الأفراد وتمكين المجموعة من التعرف على نفسها وتقسيم الأدوار فيما بينها وتحمل المسؤولية في إطار ذلك والتعبير عن الحاجيات وتلبيتها والتنظيم الذاتي للمجموعات.
للتنشيط الشبابي دور هام في التكامل مع التربية النظامية، إذ يعد الفعل الداعم للتربية داخل مؤسسات التعليم بمفهوم الإتقان والتدعيم، ويعد مكونا من مكونات بنية هذا الفعل من منظور الممارسة الميدانية، ذلك أنه ممارسة بيداغوجية فعالة في فسح المجال أمام الجماعات الشبابية لمزيد تعميق التكوين والممارسة التطبيقية لعديد المواد والتقنيات فهو فضاء للتعلم يعنى بالجانب الوجداني والاجتماعي لدى الشباب وهو مجال لممارسة الحياة داخل المجموعة من خلال إعطاء معنى للأنشطة الجماعية وإعطاء الفرصة للشباب لتحمل المسؤولية وتقسيم الأدوار، حين تقدم الأنشطة للشباب في صيغ ومقاربات متنوعة وهادفة مثل النشاط بمقاربة المشروع .
يهدف التنشيط الشبابي كممارسة إلى إعطاء الشباب مكانة هامة في المجتمع ودمجه فيه من خلال مساعدته على الإسهام  في اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول والمشاركة في التنمية المحلية والوعي بالرهانات الوطنية والعلمية المطروحة وبالتالي تمكينه من قدرات التفكير وإيجاد الحلول. فالتنشيط الشبابي يكون بذلك ممارسة تسعى إلى تحقيق حالة من التوافق بين الشاب ومحيطه.
والتنشيط التربوي الاجتماعي للشباب مجال للمرح والاستمتاع بالوجود يضمن الحق في الترويح عن النفس وفي اللعب والحبور بعيدا عن مختلف أشكال الضغط والضبط الاجتماعي والنظام المفرط في الزمان والمكان والحركة وبهذه يكون التنشيط ممارسة متداخلة الاتجاهات متعددة الوظائف والأدوار متنوعة المنهج، ممارسة تضطلع  بها مؤسسة الشباب بقدر من النجاعة والكفاءة وترتبط بقدرتها على ربط شبكة من قنوات الاتصال مع الشباب واستدامة الحوار معهم والإنصات لمشاغلهم والدخول في تفاعل متعقل مع مستجدات المشهد الشبابي يتميز بالجرأة والموضوعية واحترام حميمية الحياة الشبابية كما ترتبط أيضا بقدره العاملين في المؤسسة  على النجاح  في انتهاج طرق فعالة كالعمل الشبكي والعمل بطريقة المشروع والتصرف والتخطيط حسب الأهداف وغيرها.
التنشيط التربوي الاجتماعي للشباب ممارسة توفر للشباب فضاء للحرية والتعبير والانطلاق وفرصة للتواصل والتعبير والحوار بعيدا عن كل أشكال الضغط والرقابة فضاء يختلف عن غيره من الفضاءات الأخرى فيتفرد بمراعاة الخصوصية النفسية والاجتماعية لفئة الشباب ويتميز بالديناميكية والحراك والتطور ويمكن الشباب من فرص الخلق والإبداع والنماء.
والتنشيط الموجه للشباب فضاء اجتماعي للتعلم الذاتي Co-auto-Apprentissage)  لما  يسمح به في إطار الأنشطة بأشكالها المختلفة من فرص المحاولة والخطأ  وتشجيع التجربة الفردية والجماعية سبيلا للتعليم ويعتمد المعاودة أداة لتجويد المهارة وترسيخ المعرفة وبالتالي فهو يؤكد على النشاط  الذي يقوم به الشباب لان التنشيط يهيئ الشاب للحياة الاجتماعية عن طريق تحميله المسؤولية في التخطيط والتصور والممارسة للأنشطة بدار الشباب.
التنشيط الشبابي ينبع من حاجيات الشبان ورغباتهم النفسية والاجتماعية والتربوية وقد أكد كلابراد وبياجيه على أهمية الحاجة في اكتساب أنماط المعارف والمهارات فهي عملية بنائية يقوم بها الشاب إنطاقا من نشاط  فاعل داخل المحيط، وقد  تقوم على التجريب والنشاط الفعلي للشاب الذي أصبح مركز الممارسة التنشيطية يقول كلابراد  "انه من الواجب أن تكون الطرق والمناهج هي التي تحوم حول المتعلم  لا أن يكون هو الذي يحوم حول برامج قد ضبطت بمعزل عنه".
إن التنشيط التربوي الاجتماعي للشباب انطلاقا من كل هذه الوظائف والمضامين والرهانات، ولكونه فعل تفاعلي وسياق تواصل مع الشباب، فإن صيغه ومقارباته تتطلب بحثا وتجديدا متواصلين لتتموقع المؤسسة الشبابية موقعا فعَالا في سياقها الاجتماعي العام، ويكتسي نشاطها صبغته الشرعية المطلوبة اجتماعيا، حراك يقتضي مراجعة مستمرة لهذه المقاربات نظرا لما يتسم به المشهد الشبابي من تغير مستمر وتأثر بالغ بما يعيشه العالم من تحولات متسارعة. إن التنشيط فعل تربوي حي يقطع مع أشكال التنميط والرتابة والجمود، يعانق الإبداع وتتجمع فيه عناصر متعددة من أبرزها حرية الفعل والمبادرة وبناء الذات.

ديناميكية العمل في مجموعات

ديناميكية العمل في مجموعات
يعرف كورت لفين (1890-1947) واضع نظرية دينامكية المجموعات المجموعة على أنها تجمعاً للأفراد، وهي وحدة اجتماعية نفسية تتكون من أفراد متفاعلين ومترابطين، وبالتالي فإن ما يحدد سلوك الفرد داخل المجموعة هو جملة العناصر النفسّية والاجتماعية المكونة للمحيط الذي يلتقون من خلاله وهو ما يسميه لفين بالحقل التواصلي.
ويعرفها خليل معوض في كتابه علم النفس الاجتماعي بأنها "وحده اجتماعية تتكون من ثلاثة أشخاص فأكثر يتم بينهم تفاعل اجتماعي وعلاقة اجتماعية وتأثير انفعالي  ونشاط متبادل على أساسه تتحدد الأدوار والمكانة الاجتماعية لأفراد المجموعة، وفق معايير وقيم المجموعة وإشباعا لحاجات أفرادها ورغباتهم وسعيا لتحقيق أهداف المجموعة ذاتها".
إن للعمل ضمن مجموعات تأثيرات متعددة المستويات كالاجتماعي والثقافي والعاطفي، حيث أن المشاركين في المجموعات يأتون من خلفيات اجتماعية ودينيه وثقافيه مختلفة، وعلى الأغلب  أيضاً ينتمون إلى مناطق جغرافية- سياسية مختلفة.
إن العمل في إطار المجموعات له الكثير من الفوائد فهو من ناحية يعالج بعض الأفكار المسبقة عن الأفراد، ويزيد الاتصال الإيجابي فيما بينهم، كذلك يساعد في رفع الشعور بالتقدير الذاتي الصحي لدى المشاركين من ناحية أخرى، وبالتالي تحسين أدائهم الوظيفي.
سوف ألقي الضوء في هذه الورقة على العمل مع بعض المجموعات المجتمعية المهمشة التي تشترك فيما بينها بوجود احتياج مشترك، تلجأ بسببه إلى  مؤسسات داعمة ومراكز مجتمعية. هذه الورقة تتمحور حول ديناميكية العمل في المجموعات بشكل عام مع توضيح خصوصية العمل والهدف من تكوين المجموعات وفلسفة العمل من وراء هذا التوجه. سيتم الحديث أيضاً عن ( الأدوار) الشخصيات التي يلعبها المشاركين داخل المجموعة وكيفية التعامل معها، مع ذكر لبعض استراتجيات العمل التي يمكن للميسر/ة الاستفادة منها في عمله في الإرشاد والتوجيه الجماعي.
تمرالمجموعات جميعها بمسارات ومراحل متشابهة يمكن التنبؤ بها مسبقاً، وهذه المراحل تعكس ديناميكية العمل في المجموعة والعلاقات القائمة بين أفرادها تجاه بعضهم البعض من جهة واتجاه الميسر/ة من جهة أخرى. وسرعة الانتقال من مرحلة إلى أخرى يتعلق بالثقة التي تتطور من قبل أعضاء وعضوات المجموعة بين بعضهم البعض من جهة وبين الميسر/ة من جهة أخرى وبنجاعة الاتصال والتواصل بينهم.
وتمتاز كل مرحلة بميزات وتحديات خاصة، على المشاركين/ات مواجهتها كمجموعة وكأفراد.  هذه التحديات قد تسبب إشكالية لبعض الأفراد (بحسب شخصياتهم وطباعهم وكيفية تعاملهم مع الظروف الضاغطة) وقد تؤخر من انتقالها من مرحلة الى أخرى بسبب تلك الاختلافات، ولكن على كل مجموعة أن تمر بمراحل تطور ذات مسار متشابه ولا يمكن الانتقال من مرحلة إلى أخرى دون المرور بنجاح في المرحلة التي سبقتها، تماماً كما أن الطفل لا يستطيع أن يمشي قبل أن يستطيع الوقوف على قدميه.
1. مرحلة التكوين المرحلة الأولى لحياة المجموعة :
يسود المرحلة الاولى مشاعر متناقضه بين الرغبه بالانتماء والتقبل من جهه والخوف من الرفض والتقييم من جهة أخرى، وإحساس الفرد بالثقة من جهه ومن عدم الثقة من جهة أخرى،  في هذه المرحلة يكون الهدف الأساسي في هذه المرحلة التغلب على الإحساس بالغربة وبناء أجواء آمنة وممتعة بين أعضاء المجموعة وبينهم وبين الميسر/ة.
في هذه المرحلة تكون المجموعة متعلقة بالميسر/ة  وذلك لان المجموعة في بدايتها، المشتركون هنا في تفحص مستمر ولديهم الكثير من التساؤلات، كيف سيتم تقبلهم من قبل الآخرين، وكيف سيتقبلون الآخرين، وفي تلك الأجواء الجديدة يحاول كل فرد إظهار نفسه بشكل مثالي ليعجب من حوله، ولا تكون هنالك علامات قوية لمواجهة الصراعات أو التحديات بين أفراد المجموعة.
على الميسر/ة أن يخلق جو من التقبل والدعم من خلال التخطيط المسبق للقاءات وبناء فعاليات تخدم الهدف من كل لقاء، منها فعاليات التعارف ( كسر الجليد)، وهذا يتيح مشاركة الجميع في اللقاء من خلال الإصغاء لتجارب بعضهم البعض، والتعرف على بعضهم البعض بجو هادئ وممتع.
إن مشاركة أفراد المجموعة بعضهم البعض بمعلومات عنهم هو المؤشر على بداية الإحساس بالألفة والأمان داخل المجموعة وبالتالي تتكون المجموعة، مع أنه غالباً ما يقتصر التعارف في المراحل الأولى على تقديم معلومات أوليه مثل التحدث عن الأمور المتشابهة بينهم.
يشبه سميث (1980) هذه المرحلة بمرحلة الولاده حيث يكون الطفل متعلقاً بأهله معتمداً عليهم ومرتبطاً بهم، وهكذا يرتبط أفراد المجموعة بالميسر/ة حيث يشعرون بالحاجة إليه/ها ويتقبلونه/ها دون معارضه وكل ما يشغلهم هو قضية التقبل والانتماء .
1. مرحلة التنافس والصراع :
في هذه المرحلة تبدأ الصراعات بين أفراد المجموعة على السلطة والقيادة والرغبة الجامحة للتأثير، وتكون مهمة الميسر/ة في هذه المرحلة بناء الوعي والإدراك لدى كل فرد بالآخر، وأيضا على الميسر/ة مواجهة هذه التحديات وحلها بطرق بنَّاءة والتعامل معها بطريقة تتلاءم ونفسية الأفراد بالمجموعة، وتنسجم مع احتياجات وأهداف المجموعة بشكل يتيح لكل فرد الحيز الخاص به. ولكي نضمن هذا المناخ الايجابي، من الضروري بناء قوانين للمجموعة يتم صياغتها بشكل جماعي، تسهم في تقوية حس الإلتزام والانتماء للمجموعة. ومثال على تلك القوانين الالتزام بالوقت، الخصوصية داخل المجموعة، احترام الآراء واقتراحات كل فرد في المجموعة... الخ .
وأشير هنا الى أهمية شخصية الميسر/ة والتي تساهم قدراته ومهنيته وأسلوبه في عبور هذه المرحلة بأمان، حيث من الضروري أن يكون لديه المرونة والقدرة على امتصاص الكثير من مشاعر الغضب والانتقاد، وسرعة البديهة وتحويل الصراعات بين أفراد المجموعة الى نقاط للإثراء. إن خلق جو يسوده التبادلية واحترام الرأي الآخر وتقبل الآراء يرفع من الاحساس بالألفة والاحترام المتبادل والانتماء والتقبل وهنا تبنى هوية المجموعة .
يصف "سميث" هذه المرحلة بأنها بداية مرحلة البلوغ حيث يبدأ الطفل بالاحساس بكيانه كإنسان مستقل مختلف، ويبدأ بمعارضة البالغين من حوله وتبدأ صراعاته على القوة،  والسيطرة على اتخاذ القرار والتأثير، ووظيفة الميسر/ة هنا أن يلعب دور "الاهل الداعمين" الذين يستطيعون مساعدة أبنائهم وبناتهم في تجاوز هذه المرحلة بسلام والتغلب على جميع المشاعر التي تظهر في هذه المرحلة من غضب وغيره، واعطاء الشرعية لتحرير هذه المشاعر دون أن يشعر الميسر/ة بقلق أو تهديد على مركزه/ها ومكانته/ها داخل المجموعة.
1. مرحلة التكيف ( التقبل ):
في هذه المرحلة تقل الصراعات بين الأفراد ويسود الشعور بالترابط وتزداد الحاجة إلى توفر الأجواء الداعمة كي يستطيع الأفراد الاتصال مع ذواتهم الداخلية من جهة، والتشارك المعمق مع افراد المجموعة من جهة اخرى، فبينما كانت تتركز التوقعات في المرحلة السابقة على تفحص شخصية الميسر/ة، ينتقل الثقل في هذه المرحلة الى مدى مساهمة افراد المجموعة في بناء ووضع المعايير لكيفية العمل في المجموعة، فيتعلمون تقبل مشاعر الآخرين والسيطرة على مشاعر الغضب والضغوطات، وتتطور لديهم القدرة على الاحساس بالآخر والمشاركة والقدرة على تقبل الاختلاف. الامر الذي قد يؤدي الى تغير سلوكيات بعض الافراد الذين يشعرون انها تثير معارضة المجموعة، وهنا يسود الشعور الجماعي ونرى الأعضاء يتحدثون بلغة (نحن).
يشبه سميث هذه المرحلة بمرحلة البلوغ، حيث يتم النضوج لدى افراد المجموعة فتهدأ الصراعات على السيطرة والتاثير، ويزول قلق الانتماء للمجموعة.
1. مرحلة التفاعل والمشاركة :
تمتاز هذه المرحلة بالتقارب والودية بين أعضاء المجموعة، إذ أنه بعد وصول الفرد الى وعي ذاتي يستطيع ان يكون قريبا من الاخر، فيستمر التفاعل بين افراد المجموعة وتتعمق العلاقه بينهم، ويبدأ التاثير المتبادل بينهم في أجواء من المتعة والمسؤلية المتبادلة. يظهر الاحترام وتقدير الاختلافات لدى كل فرد، فيعي الأعضاء ان علاقاتهم تستند الى التعاون والتقبل والعمل المشترك وتهدف الى تحقيق أهداف المجموعة، وهنا يرى اعضاء المجموعة دور الميسر في مساعدتهم على تحقيق هذه الأهداف.
1. مرحلة الانهاء :
مرحلة الإنهاء تعني: مرحلة الانفصال (بين الميسر/ة وافراد المجموعة) وانهاء العمل, حيث في  نهاية  اللقاء يتم  ذكر وسرد التجارب والخبرات والمعارف التي مرت بها المجموعة مع ذكر بعض القضايا التي لازالت بحاجة للتطرق إليها،مما يساعد ذلك الأفراد على تذويت العمل كتجربة حياتية بناءة.
ومن الجدير ذكرة في هذه المرحلة قد تسود مشاعر من التوتر والإحباط المرتبطة بالفراق والخسارة، وهذه المرحلة بمثابة الجسر والتي تعطي فرصة للأفراد لاستعمال المهارات والخبرات التي قد تساعدهم في المستقبل .
انماط الشخصية داخل المجموعة وطرق التعامل معها :
على الميسر/ة أن يدرك أنماط الشخصية (الأدوار) في المجموعات التي يعمل معها وكيفية التعامل معها،  حيث نواجه في حياتنا العديد من انماط الشخصية السلبيه والايجابية التي يسهل او يصعب التعامل معها فبعضها قادر على افتعال وإثارة الكثير من المتاعب والمشاكل في المحيط الذي نعمل فيه. هذه الشخصيات متواجده في كل مكان من حولنا سواء في بيوتنا، مؤسساتنا وفي كافة قطاعات المجتمع وأيضا داخل المجموعات التي نعمل معها، وهذه الشخصيات قد تصيبنا أحياناً بالاحباط واليأس.
من الضروري أن يكون الميسر/ة على دراية بالأدوار المختلفة التي يتقمصها الأفراد في المجموعة ويتبناها كل فرد منهم، نشير هنا إلى بعض تلك الأدوار والأنماط منها "الداعم" أو "المتحالف" مع الميسر/ة الذي يريد أن يتكلم ويساند الميسر/ة في ما يقول أو يفعل، "الاستعراضي" الذي يتكلم لمجرد لفت الانتباه، "الثرثار" الذي يتكلم أكثر ما يفعل ويقاطع الآخرين بشكل مستمر وهدفه لفت الانتباه والتشويش، "المشاكس" أو "المهرج" الذي يتصرف بسخافة وتهريج، "أبو العريف" الذي يعرف كل شيء، "القائد المنافس" للميسر/ة،  هنالك أيضا "المنطوي أو الصامت" وهو دائم الصمت وعدم المشاركة، "المستضعف" الذي يحاول دائما أن يظهر مدى ألمه والبكاء أحيانا وهدفه استمالة المجموعة وكسب تعاطفهم ولفت انتباههم.
 في هذه الحالة من الضروري أن يكون لدى الميسر/ة استراتيجيات مختلفة لمواجهة تلك الأنماط الشخصية والتعامل مع السلوكيات الناتجة عنها بشكل مهني ونوعي والاستفادة من كل دور لهدف تيسير وإثراء المجموعة، ومن الاستراتجيات الممكن استخدامها والتي تحد من تماهي مثل هذه الشخصيات وضع قوانين للمجموعة، رؤية جميع أفراد المجموعة والاهتمام بكل الأفراد، إتاحة المجال أمام جميع أفراد المجموعة للمشاركة، والاهتمام بأن يكون لكل فرد حيز زمني متساو مع غيره.
استراتيجيات يمكن إتباعها في العمل داخل المجموعات :
هنالك أساليب واستراتيجيات كثيرة ومتنوعة لجعل مسار وبناء المجموعة أكثر فعالية، وهنا مهمة الميسر/ة في اختيار الإستراتيجية والأسلوب الذي يتلاءم وهدف اللقاء، ومن هذه الأساليب:
هنالك الأسلوب المنفرد (الفردي): حيث يقوم الميسر/ة بطرح موضوع أو قضية معينه ويطلب من كل فرد أخذ مساحته والحرية في التفكير والاختلاء بنفسه، وتحديد مدة زمنيه محدد لتلك الفعالية بعدها يتم مناقشة الفعالية مع المجموعة.
أسلوب من واحد إلى واحد (الثنائي): هنا يتم تقسيم المجموعة الكبيرة إلى ثنائيين ومهمة الثنائي نقاش موضوع معين أو قضية ما، أو الوصول بقرار معين لقضية ما وإقناع المجموعة بها، وهذا يساعد على التقارب أكثر بين المجموعة والإصغاء إلى آراء وأفكار جديدة وإتاحة المجال لكسر الحواجز بشكل اقل توتر وزيادة الشعور بالألفة والمودة والثقة.
أسلوب تقسيم مجموعات(مجموعات صغيرة): هنا يتم تقسيم المجموعة الكبيرة إلى مجموعات صغيرة تكون بمثابة مجموعات عمل أو نقاش موضوع أو قضية ما أو الاشتراك بتحدي معين وعرضه على المجموعة الكبيرة، ويفضل في هذه الفعالية تقسيم المجموعات بشكل متجدد ومتغير بحيث لا تكون كل مره نفس الأفراد بالمجموعة الصغيرة، وهذا له الأهمية في زيادة التفاعل بين المجموعة الكبيرة، زيادة روح التعاون بينهم، والإحساس أكثر بأهمية وقوة مفهوم المجموعة.
أسلوب العصف الذهني : هو أحد الطرق التي تساعد على استكشاف أكبر قدر من الأفكار والمفاهيم والخواطر حول موضوع او قضية ما داخل المجموعة، وهذا يساعد على فهم المحتوى الثقافي والاجتماعي والبيئي للمجموعة ويعطي الأسلوب الأمثل في كيفية الدخول وتحقيق هدف المجموعة بشكل ناجح .
أسلوب تمثيل الأدوار: هو أحد الأساليب القيمة في لقاءات المجموعة حيث يتيح للأفراد تمثيل أدوارهم الحقيقية أو أوضاع مروا بها، أو تمثيل آراء أو أدوار وهذا الأسلوب يسمح لهم بارتداء ثياب غيرهم ويفسح المجال للمشاركين في المجموعة لرؤية ذواتهم بالمفاهيم التي يحملونها والسلوكيات التي يسلكونها، وأيضا الإتاحة بالاستكشاف الذاتي يعطي لأفراد المجموعة مساحة وبعدا للتفكير حول مفاهيم وقيم تربوا عليها،  وإعادة النظر في تلك المفاهيم وإمكانية تطوير الرؤية النقدية الذاتية حول مواضيع بدت بديهية طبيعية مثال: إعتقاد بعض الأهل أن أفضل وسيلة لتربية الأطفال وتعديل سلوكه هو العقاب بشكل عام والجسدي بشكل خاص على أساس أننا تربينا هكذا.

المراجع:
دليل التدريب في مجال التمكين النسوي والتوعية المجتمعية إعداد عربية منصور وسناء عرنكي (2005).
كراسة المهارات الحياتية , مهارة القيادة, يحيى حجازي المركز الفلسطيني للارشاد.

التنشيط التربوي الإجتماعي

التنشيط التربوي الإجتماعي



لكي يكون تناولنا للتنشيط بشكل علمي منهجي يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الجانب العملي في المجال و الذي يتطلب 3 شروط أساسية وهي:

1- موضوع واضح ودقيق
2- منهجية بحث خاصة به
3- مفاهيم أو مصطلحات خاصة بالمجال

و بالتالي فيمكن تحديد موضوع الممارسة التنشيطية في مجال تدخلها ومجال تخصص الأفراد الفاعلين فيها وهي " التنشيط الاجتماعي التربوي للشباب" عوض " التنشيط الاجتماعي الثقافي" و الذي كما نعرف جميعا أنه اختصاص ومجال قائم الذات وتختلف ممارستنا عنه بشكل كلي، و إن كثرة التداخل في التعاطي حول هذا الموضوع خاصة في الندوات التي نظمتها جمعية قدماء بئر الباي و التي كان جل المتدخلين فيها من المختصين في علم الإجماع الثقافي أو خريجي بئر الباي والذين واصلوا دراستهم في علم الاجتماع مما كاد يطبع التنشيط الشبابي بطابع التنشيط الثقافي و نكاد نكون وجهين لعملة واحدة والحال أن الاختلاف بين الممارستين كبير جدا. ومن هنا نورد هذا الطرح للفروق بين المجالين أو الممارستين.
1- التنشيط السوسيوثقافي
ينطلق بيار مولينيي في تحديده لمعنى التنشيط السوسيو ثقافي من خمس معان كبرى للكلمة:
1 التنشيط بمعنى حالة أو واقع فعلي، ويستخدم كنعت لوصف وضع معين كأن نقول مدينة منشَطة أو شارع منشَط وهنا يكتسب طابعا تلقائيا، أي هو نابع من طبيعة ذلك الواقع ولا يحتاج إلى تدخل خارجي.
2 التنشيط بمعنى التدخل أو الفعل لإحداث ديناميكية أو للتوجيه أو للتعبير وبهذا المعنى التنشيط هو عمل موجه يقوم به الفرد أو جماعة لتحقيق هدف معين.
3 التنشيط بمعنى المادة أو الإنتاج وله في هذا الاتجاه أشكال متعددة: المهرجانات، الأسابيع التجارية، العروض الفنية، الحفلات.
4 التنشيط من حيث أنه تقنيات بيداغوجية مصوَغة ومحددة تهم جمهورا ضيقا في حالة تلقي تكوين ما يعتمد على وسائل وتقنيات.
5 يمكن أن يحمل التنشيط معنا مؤسساتيا، أي مجموعة من الممارسات لها خصوصياتها و مضامينها ووسائل عملها (ميزانية، أعوان...)
ويحدد موليني مقابل هذا المعاني مكونات حقل التنشيط وهي:
• المجال الجغرافي: مدينة، ريف، حي، شارع
• المضمون ويتضمن ثلاثة أصناف:
المضمون الثقافي أو الفني: موسيقى، مسرح، سينما...
المضمون الاجتماعي: إرشاد وتوجيه اجتماعي، بحوث اجتماعية، المحافظة على البيئة.
المضمون الجسماني: التربية البدنية، التعبير الجسماني..
• الجمهور: نساء، أطفال، مسنون، معاقون، شباب
• المؤسسة: وتتضمن بدورها ثلاثة أصناف
- المؤسسات والمراكز الثقافية المختصة وهي تؤدي غالبا مهمة محددة متخصصة( متحف، مكتبة، أرشيف، قاعة سينما..)
- المراكز والمؤسسات الثقافية متعددة الاختصاصات، دور الشباب، دور الثقافة
- المؤسسات غير الثقافية: مستشفى، مركز تجاري...
كمت يعتبر مولييي أن التنشيط الثقافي يتجسم في مجموع الأنشطة الهادفة إلى إتاحة الفرصة للقاء بين أفراد المجموعات وتحسيسهم بتراثهم الثقافي قصد تسهيل تلاؤمهم (وخاصة الشباب منهم) مع محيطهم ومشاغل عصرهم، كما تسعى إلى جعل المجموعة تعيش ثقافتها الخاصة مقابل الثقافة المفروضة والمكتسبة وذلك بمشاركتها الفعَالة والمبدعة في برامج المراكز التنشيطية.
وقد تمت بلورة هذا المفهوم بأكثر دقة في لقاء هسنكي سنة 1972 الذي تبنى التعريف التالي" التنشيط الثقافي هو جملة العمليات التي تهدف إلى إقامة تأصل خلاق داخل المجموعة وبين الأفراد والثقافة وتسعى إلى ضمان المشاركة المبدعة والتلاؤم مع عالم متغير ومتحرك.
أما جون شربنترو و - آخرون 1964 فيعتبرون أن " التنشيط السوسيو ثقافي" يندرج في إطار تحرر جماعي ومسألة تحديد تعريف واضح ومحدد للمصطلح صعبة بسبب ثرائه وتنوعه، فالتنشيط السوسيوثقافي يتمثل أساسا في إتاحة إمكانيات ثقافية على أكبر نطاق ممكن من حياة الأفراد مع تشريك أكبر عدد ممكن من الناس
2- التنشيط الاجتماعي التربوي للشباب
التنشيط الشبابي هو كل ممارسة تربوية اجتماعية مع مجموعة من الشباب من أجل تمكينهم من كفايات ومهارات وقدرات تستهدف تنمية الجانب الوجداني والمعرفي والحركي والاجتماعي وتيسير اندماجهم داخل المجموعة والمجتمع وتنمي التّواصل وتهيكل وتنظم الحياة الاجتماعية للجماعات الشبابية.
إن التنشيط الشبابي فعل تربوي واجتماعي يتميز بالبنائية والحراك فهو عملية مفتوحة ومنفتحة على الجديد، وهي متطورة ومتجددة ولا تتوقف. تسعى إلى تمكين جماعة الشباب من منهجيات لاكتساب المهارات والكفايات اللازمة لفهم الواقع وتحليله وبالتالي القدرة على استيعاب واستبطان المكتسبات والتعلمات وتوظيفها لحل الإشكاليات التي تطرح عليهم وتجاوزها وبالتالي فهو طريقة للعمل والفعل في الواقع، كما أنه ممارسة اجتماعية يتم خلالها استيعاب ما هو فردي جزئي لدى الأفراد وتمكين المجموعة من التعرف على نفسها وتقسيم الأدوار فيما بينها وتحمل المسؤولية في إطار ذلك والتعبير عن الحاجيات وتلبيتها والتنظيم الذاتي للمجموعات.
للتنشيط الشبابي دور هام في التكامل مع التربية النظامية، إذ يعد الفعل الداعم للتربية داخل مؤسسات التعليم بمفهوم الإتقان والتدعيم، ويعد مكونا من مكونات بنية هذا الفعل من منظور الممارسة الميدانية، ذلك أنه ممارسة بيداغوجية فعالة في فسح المجال أمام الجماعات الشبابية لمزيد تعميق التكوين والممارسة التطبيقية لعديد المواد والتقنيات فهو فضاء للتعلم يعنى بالجانب الوجداني والاجتماعي لدى الشباب وهو مجال لممارسة الحياة داخل المجموعة من خلال إعطاء معنى للأنشطة الجماعية وإعطاء الفرصة للشباب لتحمل المسؤولية وتقسيم الأدوار، حين تقدم الأنشطة للشباب في صيغ ومقاربات متنوعة وهادفة مثل النشاط بمقاربة المشروع .
يهدف التنشيط الشبابي كممارسة إلى إعطاء الشباب مكانة هامة في المجتمع ودمجه فيه من خلال مساعدته على الإسهام في اتخاذ القرارات وإيجاد الحلول والمشاركة في التنمية المحلية والوعي بالرهانات الوطنية والعلمية المطروحة وبالتالي تمكينه من قدرات التفكير وإيجاد الحلول. فالتنشيط الشبابي يكون بذلك ممارسة تسعى إلى تحقيق حالة من التوافق بين الشاب ومحيطه.
والتنشيط التربوي الاجتماعي للشباب مجال للمرح والاستمتاع بالوجود يضمن الحق في الترويح عن النفس وفي اللعب والحبور بعيدا عن مختلف أشكال الضغط والضبط الاجتماعي والنظام المفرط في الزمان والمكان والحركة وبهذه يكون التنشيط ممارسة متداخلة الاتجاهات متعددة الوظائف والأدوار متنوعة المنهج، ممارسة تضطلع بها مؤسسة الشباب بقدر من النجاعة والكفاءة وترتبط بقدرتها على ربط شبكة من قنوات الاتصال مع الشباب واستدامة الحوار معهم والإنصات لمشاغلهم والدخول في تفاعل متعقل مع مستجدات المشهد الشبابي يتميز بالجرأة والموضوعية واحترام حميمية الحياة الشبابية كما ترتبط أيضا بقدره العاملين في المؤسسة على النجاح في انتهاج طرق فعالة كالعمل الشبكي والعمل بطريقة المشروع والتصرف والتخطيط حسب الأهداف وغيرها.
التنشيط التربوي الاجتماعي للشباب ممارسة توفر للشباب فضاء للحرية والتعبير والانطلاق وفرصة للتواصل والتعبير والحوار بعيدا عن كل أشكال الضغط والرقابة فضاء يختلف عن غيره من الفضاءات الأخرى فيتفرد بمراعاة الخصوصية النفسية والاجتماعية لفئة الشباب ويتميز بالديناميكية والحراك والتطور ويمكن الشباب من فرص الخلق والإبداع والنماء.
والتنشيط الموجه للشباب فضاء اجتماعي للتعلم الذاتي Co-auto-Apprentissage) لما يسمح به في إطار الأنشطة بأشكالها المختلفة من فرص المحاولة والخطأ وتشجيع التجربة الفردية والجماعية سبيلا للتعليم ويعتمد المعاودة أداة لتجويد المهارة وترسيخ المعرفة وبالتالي فهو يؤكد على النشاط الذي يقوم به الشباب لان التنشيط يهيئ الشاب للحياة الاجتماعية عن طريق تحميله المسؤولية في التخطيط والتصور والممارسة للأنشطة بدار الشباب.
التنشيط الشبابي ينبع من حاجيات الشبان ورغباتهم النفسية والاجتماعية والتربوية وقد أكد كلابراد وبياجيه على أهمية الحاجة في اكتساب أنماط المعارف والمهارات فهي عملية بنائية يقوم بها الشاب إنطاقا من نشاط فاعل داخل المحيط، وقد تقوم على التجريب والنشاط الفعلي للشاب الذي أصبح مركز الممارسة التنشيطية يقول كلابراد "انه من الواجب أن تكون الطرق والمناهج هي التي تحوم حول المتعلم لا أن يكون هو الذي يحوم حول برامج قد ضبطت بمعزل عنه".
إن التنشيط التربوي الاجتماعي للشباب انطلاقا من كل هذه الوظائف والمضامين والرهانات، ولكونه فعل تفاعلي وسياق تواصل مع الشباب، فإن صيغه ومقارباته تتطلب بحثا وتجديدا متواصلين لتتموقع المؤسسة الشبابية موقعا فعَالا في سياقها الاجتماعي العام، ويكتسي نشاطها صبغته الشرعية المطلوبة اجتماعيا، حراك يقتضي مراجعة مستمرة لهذه المقاربات نظرا لما يتسم به المشهد الشبابي من تغير مستمر وتأثر بالغ بما يعيشه العالم من تحولات متسارعة. إن التنشيط فعل تربوي حي يقطع مع أشكال التنميط والرتابة والجمود، يعانق الإبداع وتتجمع فيه عناصر متعددة من أبرزها حرية الفعل والمبادرة وبناء الذات.

المصدر
 http://mabanim.blogspot.com

البرمجة في مجال التنشيط إعداد الأستاذ : محمد سامي بوراوي

البرمجة في مجال التنشيط
إعداد الأستاذ : محمد سامي بوراوي
جامعة تونس
إن التنشيط الاجتماعي الثقافي، حسب لابوري 1978، هو مجموعة من الممارسات والأنشطة والعلاقات الثقافية والاجتماعية، ينظمها منشطون لفائدة أفراد أو جماعات خلال الأوقات الحرة لهؤلاء، وهو حسب لمبوس، Limbos 1971 و1984، عملية تسهيلية تهدف إلى إظهار طاقة موجودة داخل الفرد والمجموعة وإبراز تلك الطاقة إلى أرض الواقع بوضوح من خلال محاور تنسجم مع حاجيات المجموعة وميولها حتى تساعد على تفتق شحنات الطاقة الكامنة في عمق كل كائن بشري.
يمكن أن نميز العديد من أنواع الممارسات التنشيطية، وهي تتوزع وفق الأصناف التالية :
- تصنيف حسب المستوى : تنشيط اجتماعي، ثقافي، تربوي، سياسي، اقتصادي، رياضي جمالي، الخ …
- تصنيف حسب نوعية النشاط : تنشيط موسيقى، سياحي، ترويجي، خاص بنادي السينما، خاص بنادي الكتاب، إلخ…
كما يمكن أن يكون تصنيفا حسب السن (تنشيط شبابي، خاص بالكهول، الخ.) أو حسب الجنس أو المجال الجغرافي (حضري، ريفي) الخ …
ويحقق التنشيط الثقافي جملة من الوظائف، حسب بسنارBesnard،1980 و1978، وغيره من الأخصائيين، تتمثل في :
- وظيفة الاندماج والتكيف الاجتماعي.
- وظيفة التقويم والعلاج الاجتماعي (الحد من الانحراف )
- وظيفة ربط العلاقات والتواصل الاجتماعي (مع الرواد والمحيط )
- وظيفة الترفيه والترويح.
- وظائف ثقافية، الاطلاع على الواقع ومواكبته وأيضا الخلق والإبداع وكذلك النقد.
اعتمادا على هذه المعطيات يمكننا اقتراح التعريف التالي للتنشيط
هو وضعية تفاعل بين متدخل يقوم بوظيفة تسهيلية وأفراد وجماعات لهم ميول وحاجيات يسعون إلى إشباعها باستعمال وسائط ثقافية خلال أوقاتهم الحرة لتيسير اندماجهم عبر تحقيق توازنهم النفسي والاجتماعي.
ويستدعي القيام بالعملية التنشيطية عديد المقومات من أبرزها عملية برمجة أنشطة بأهدافها ومحتوياتها أو مراحل إنجازها.
1/ تعريف البرمجة :
إن البرمجة هي تصميم مفصل للمواد المزمع إنجازها وتنزيلها ضمن أهداف واضحة.
إن المقصود بالبرمجة في مجال التنشيط هو وضع محتوى نشاط ما وفق أهداف وتوزيعه زمنيا – سنوي وشهري ويومي.
ويعتبر مقدسي (1888) أن برمجة التنشيط تختلف عن عمليات البرمجة الأخرى كبرمجة الإنتاج السلعي. ويتمثل الاختلاف في أن الأخيرة تستهدف المردود الأسرع والأكبر لا الإنسان الذي جعل المردود من أجله. أما برمجة التنشيط فتستهدف على المدى البعيد إنقاذ الإنسان من جحيم برمجة المنشآت الإنتاجية الكبرى وروتينيتها حتى ترد إليه عفويته المبدعة.
2/ متطلبات عملية البرمجة :
يقوم وضع البرامج على أسس تتمثل في مراعاة خصائص الرواد والمؤسسة والمجتمع وكذلك تبويب الأنشطة وضبط محتواها وتوزيعه زمنيا.
1. 2. مراعاة خصائص وإمكانات أطراف التفاعل
تقوم مؤسسات التنشيط بثلاثة أصناف من الأنشطة شأنها شأن أي منظومة. فالمنظومة، حسب أرجيرس Argyris ،1970، تسعى إلى أداء ما يلي :
- أنشطة إنتاج : وهي تمثل هدف المؤسسة في إنتاج خدمات (تنشيط الرواد) .
- أنشطة مركزة على تماسك نظامها الداخلي : كالتنسيق بين مختلف إداراتها وخلق تناغم وتكامل بين الأفراد والجماعات .
- أنشطة موجهة نحو تأقلمها مع محيطها : وهو شرط أساسي لتطورها وبقائها.
والمقصود بمحيطها هو الوسط الذي يتنزل منه الرواد والسياق الإداري والقانوني والسياسي والثقافي الذي يؤثر في نظام اشتغال المؤسسة وكذلك باقي عناصر المجتمع. فهذا المحيط هو الذي يزودها بما تحتاجه من إمكانات مادية وبشرية ويطالبها بخدمات لأفراده وجماعاته. فالمنظومة تزود المجتمع بما أنتجته، والمجتمع قد يرضى أو لا يرضى عن هذا الإنتاج ويعبر عن ذلك وفق مفعول ارتجاعي.
يتبين لنا من هذه المقاربة تعدد أطراف التفاعل في العملية التنشيطية، وهذا ما يستوجب مراعاة خصائص وإمكانات كل طرف من هذه الأطراف عند القيام بعملية البرمجة.
1.1.2 مراعاة خصائص الرواد:
1.1.1.2 معرفة ميول وحاجات الرواد:
تعتبر معرفة ميول وحاجات الرواد ركنا هاما في عملية البرمجة. فالبرمجة يجب أن تكون كفيلة بإشباع حاجات الأفراد كما أشار إلى ذلك كميلاري Camillerie وتابيا Tapia وعبد الحميد عطية (1991) وغيرهما من الأخصائيين.
يعرف روكلان ومارتان Reuchlin -Martin ،1991، الميل بأنه اتجاه إيجابي مختلف الشدة لأفراد نحو مواضيع مختلفة من بيئتهم.
هذا الاتجاه النفسي للفرد تؤثر فيه عوامل بينية وأخرى ذاتية كإمكاناته وشخصيته وانتمائه الشقي، …
ومن أهم ميول الشباب التي صنفها الأخصائيون يمكن أن نذكر : الميول العلمية، الميول الفنية، الميول الأدبية، الميل إلى الخدمات الاجتماعية، الميل إلى التحرر الفكري، الميل إلى اللعب والرياضة، إلخ …
تبين روشبلاف سبنلي Rocheblave - Spenle أن اهتمامات الشباب تتميز بتنوعها، وغالبا ما نلاحظ تشتتا لهذه الاهتمامات (المراهق يبدأ نشاطات دون أن يتمها) ويعزى هذا إلى فترة المراهقة وهي فترة المحاولات (تجربة / خطأ).
ولكن قد تعترض ميول الشباب عدة عقبات، وهي حسب لوتي،Lutte، 1988 : قلة الوقت، قلة المال، ضغط الوسط الاجتماعي، محدودية القدرات الذاتية.
ويمكن إشباع الميول غالبا من إشباع عديد الحاجات، والحاجة هي كل ما يعتبر ضروريا أو مفيدا لتحقيق التوازن الجسمي أو/ النفسي أو/ الاجتماعي، وهي حسب ماسلو
- الحاجات الفيزيولوجية
- الحاجة إلى الأمن والطمأنينة
- الحاجة إلى الانتماء
- الحاجة إلى الاعتراف والتقدير
- الحاجة إلى المعلومات والفهم: لما يتعلق بحاجته وبالمجتمع الذي يعيش داخله
- الحاجة إلى تحقيق الذات: تتحقق هذه الحاجة بإشباع الإنسان لحاجته الأخرى وبتحقيق أهدافه.
وفي فترة المراهقة تصبح من أهم الحاجات الحاجة إلى الاستقلالية والصداقة واكتساب المهارات والمعارف وتنمية القدرات وكذلك الحاجة إلى النجاح والشعور بالإنجاز وإثبات الذات.
إن السلوك الذي يقوم به الفرد استجابة لحاجياته مآله أما الإشباع أو الفشل، فإشباع الحاجات يساعد الفرد على تحقيق تكثيف نفسي واجتماعي، أما عدم الإشباع فيؤثر على السلوك إذ يؤدي إلى ظهور أعراض سوء التكيف النفسي والاجتماعي التي تأخذ أشكالا تتفاوت في تنوعها حسب شخصية الفرد وطبيعة المحيط الذي يعيش داخله.
ومن أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها: التوتر النفسي، الانطواء على النفس، الشعور بالنقص، الاستهتار، التمرد، السلوكيات المنحرفة والتأخر الدراسي.
أما العوائق التي يمكن أن تحول دون إشباع الحاجات فهي :
- عوائق مرتبطة بالفرد : المرض، الإعاقة، التقدير الخاطئ للإمكانيات.
- عوائق مرتبطة بالمحيط : المناخ الأسرى المتدهور، عدم مراعاة المؤسسات التربوية للحاجات، العادات والتقاليد.….. يتبع .