التدخين وقلة الرياضة سببان مهمان في هشاشة العظام
أبحاث دولية في مؤتمر عالمي تشير إلى العوامل المؤثرة على صحة العظم
الرياض: د. حسن محمد
صندقجي
افتتحت في الثاني من هذا الشهر وقائع المؤتمر العالمي لمؤسسة تخلخل (هشاشة) العظم
الدولية في تورونتو بكندا. وقدمت في المؤتمر، الذي يُعقد مرة كل سنتين ويستمر خمسة
أيام، حوالي 720 دراسة، الأمر الذي يفوق أكثر من ضعفي ما تم عرضه في المؤتمر
السابق في ريو دي جانيرو بالبرازيل كما صرح بذلك رئيس المؤسسة البروفسور رينية
روزولي.
وعلى هامش المؤتمر
عقدت ندوتان، الأولى حول أبحاث العظم وصحته في الفضاء، بمشاركة الدكتور ديفيد
ويليم الكندي، وهو من رواد الفضاء وممن قاموا بأبحاث أيضاً في أعماق المحيطات حول
صحة العظام. والثانية هي ندوة الطاولة المستديرة النسائية الثانية لمؤسسة تخلخل
العظم الدولية، وشاركت فيها تسع سيدات من مختلف أنحاء العالم وذوات تخصصات مختلفة
منها الطب والخدمات العامة والصحافة والموضة والفن والرياضة، بغية تفعيل الاهتمام
العالمي على كافة الصعد لمحاربة الوباء المنتشر بصمت في كافة أرجاء المعمورة.
* أبحاث على طاولة
النقاش عوامل مؤثرة عرض الباحثون من السويد نتائج أبحاثهم حول دور تدخين التبغ في
زيادة عمليات تخلخل العظم وهشاشته لدى صغار البالغين وأيضاً لدى الرجال على وجه
الخصوص. أما الباحثون من الصين ومن جامعة هارفارد في بحث مشترك أُجري في الصين
فأكدوا على الأمر نفسه حتى عند من لا يُدخنون لكنهم يستنشقون دخان التبغ الذي
ينفثه من حولهم من المدخنين.
كما قدمت عدة دراسات
مناطق عدة من العالم حول دور ممارسة الرياضة في الوقاية ومعالجة حالات تخلخل
العظم. والباحثون من أوهايو بالولايات المتحدة وجدوا أن قلة النشاط البدني هو أمر
ذو أثر سيئ على وتيرة الزيادة في كتلة العظم لدى الفتيات والفتيان، كما الأهم هو
أن ممارسة الفتيات على وجه الخصوص للرياضة يرفع من وتيرة تكوين العظم وزيادة
كتلته، بخلاف الفتية. وعقب الباحثون من فنلندا في أبحاثهم التي عرضوها بأن المهم
ليس هو فقط البدء بممارسة الرياضة بل الاستمرار في ذلك، فبمتابعة طالبات الجامعة
لمدة أربع سنوات تبين أن منْ توقف منهن عن ممارسة الرياضة قل لديهن تكوين العظم
بخلاف من استمر فيها منهن. وكان البرازيليون أكثر شمولاً في بحث دور الرياضة، حيث
بينوا أن ممارسة الأطفال والمراهقين للرياضة بدءاً من مراحل مبكرة في العمر يحميهم
من نشوء تخلخل العظم وهشاشة بنيته في مراحل متقدمة منه.
وحول دور تناول
الكالسيوم وفيتامين دي والبروتينات في إضفاء مزيد من الصحة على بنية العظم ووقايته
من التخلخل، قدم الباحثون من سانت لويس في الولايات المتحدة نتائج تؤكد أن مجرد
تناول الناس للكالسيوم من مصادره الطبيعية أو مضافاً الى المنتجات الغذائية، هو
أحد العوامل الهامة في رفع مستوى كتلة العظم بدرجة تفوق تناول حبوب الكالسيوم. في
حين أكد الباحثون من هولندا أن فائدة تناول فيتامين دي تتحقق فقط عند تناول
الكالسيوم أيضاً، في حين أكدت دراسة أوروبية أخرى أن نقص فيتامين دي منتشر بشكل
واسع لدى النساء الأوروبيات برغم توفر الأطعمة ومستواها. وأضاف الباحثون من
كاليفورنيا دور البروتينات في بناء قوة للعظم كعامل مهم يُضاف الى أهمية الكالسيوم
وفيتامين دي.
تخلخل العظم تخلخل
العظم، أو ما يُسمى بطريقة شائعة هشاشة العظم، هو مرض يُصيب بنية العظم ونظام
تراكيبه الدقيقة. والعلامة الأبرز هي أن كثافة ونوعية النسيج العظمي تقل، مما
يُؤدي الى ضعف الهيكل العظمي ككل، وارتفاع احتمالات الإصابة بالكسور فيه خاصة
فقرات عمود الظهر والرسغ والورك والحوض وبقية عظم العضد والساعد.
ولذا فإن الترجمة
للحالة المرضية التي تصف تخلخل العظم نتيجة لاتساع المسام فيما بين أجزاء أنسجته
هو وصف أدق من الهشاشة.
ويعتبر مرض تخلخل
العظم والكسور المرافقة أحد أهم أسباب الوفيات أو الإعاقات المرضية المزمنة. وفي
غالب الحالات تتسرب وتتحلل مكونات بناء نسيج العظم في صمت ودون أي ضجيج ينبه على
حصولها ويدفع المرء لمنع حصولها. ولذا لا تبدو علاماته المرضية إلا في مراحل
متقدمة بعد حصول الخلخلة وخراب البيت كما يُقال. ومما يجدر ذكره بكل وضوح هو أن
علامات وجود المرض قد لا تظهر إلا عند الإصابة بكسور. وربما المؤشر الوحيد غير
الصارخ لوجود تخلخل العظم هو القصر في طول الجسم نتيجة انحناء الظهر بفعل تخلخل
بنية فقرات الظهر. النساء والرجال تخلخل العظم أو هشاشته مشكلة عالمية اليوم بكل
المعايير، وتصيب المتقدمين في العمر ومن هم أقل سناً بكثير منهم، ولذا تُسميه بعض
المصادر الطبية ومنها المؤسسة الدولية لتخلخل العظم بأنها «الوباء الصامت».
وهناك كثير من
التشويش في معلومات الناس عن هذا المرض، مثل القول بأنه مرض السيدات المتقدمات في
العمر، والواقع أنه يبدأ أبكر من هذا، وتحديداً من الخامسة والعشرين. واحتمالات
النساء في كل مناطق العالم وفي كل الأعمار أن يُصيبهن كسر في العظم نتيجة لتخلخله
تتراوح ما بين 30 الى 40% وفق ما تقوله المؤسسة المتقدمة الذكر. كما تضيف بأن
الدراسات الإحصائية في المجتمعات تؤكد أن الرجال أيضاً ينتشر المرض العظمي هذا
بينهم، إذْ ان واحداً من بين كل خمسة رجال مصاب به!.
والاهتمام العالمي
بهذا المرض تأخر كثيراً دون سبب مُقنع للمتأمل، فهو لم يتم الاتفاق على تعريف طبي
واضح له إلا في عام 1994، ومنذ ذاك الحين فقط أبدت منظمة الصحة العالمية عنايتها
به، وأعطته أولوية كموضوع صحي أسوة بغيره من الأمراض غير المعدية الواسعة
الانتشار. وبنتيجة هذا التوجه تطور البحث في وسائل التشخيص وطرق العلاج. ويظل على
رأس أولويات الباحثين كيفية تيسر وتوفير طرق سهلة وبسيطة وذات مصداقية عالية في
الكشف عن بدايات المرض أو مراحله المتقدمة قبل استفحال الضرر، وهو الأمر الذي لا
يزال عسيراً على كثير من الدول نظراً للأثمان الباهظة لوسائل الكشف الدقيقة.
عوامل الخطورة من هم
الاشخاص الأكثر عرضة لتخلخل العظم؟
العوامل القوية في
رفع خطورة الإصابة بتخلخل (هشاشة) العظم تشمل عدة عناصر، منها:
ـ نقص هرمون
أوستروجين الأنثوي. كما يحصل في ثلاث حالات، الأولى حالة البلوغ المبكر لسن اليأس،
أي لدى النساء ممن انقطعت لديهن الدورة الشهرية في سن دون الخامسة والأربعين،
والثانية في حال ما انقطعت الدورة الشهرية لمدة أكثر من عام، والثالثة في حالات
النقص في إفرازات الغدد الجنسية لدى الذكور والإناث.
ـ التناول المُزمن
لمدة طويلة لأدوية مشتقات الكورتيزون، أي ما يُعادل 7.5 ملغ أو أكثر من حبوب
بريدنزلاون لمدة تفوق ثلاثة أشهر.
ـ وجود تاريخ عائلي
بإصابة النساء فيها بكسور الورك.
ـ انخفاض وزن الجسم،
أي أن مؤشر كتلة الجسم أقل 19%. ومن المعلوم أنه بقسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع
الطول بالمتر نحصل على قيمة نسبة مؤشر كتلة الجسم. والطبيعي ما بين 20 الى 24،
وزيادة الوزن ما بين 25 و29، والسمنة ما كان المؤشر فوق 30.
ـ وجود أمراض مزمنة
كأمراض سوء امتصاص الأمعاء المصاحبة للالتهابات المزمنة في الأمعاء والكبد. وفشل
الكلى، وزيادة نشاط الغدة الدرقية أو جار الدرقية أو فوق الكلوية، أو حالات عدم
الحركة كالمقعدين، وحالات الذين تمت لهم زراعة أحد الأعضاء.
وهناك عوامل أخرى
أقل تأثيراً ككون المرء من النساء، أو الذين يتناولون وجبات غذائية متدنية المحتوى
من الكالسيوم، وقلة ممارسة الرياضة، والمدخنين، ومتناولي المشروبات الكحولية، وذوي
الأصول الأسيوية أو القوقازية.
الكشف المبكر نظراً
لطبيعة المرض الصامتة، والتي تنخر بلا توقف أو هوادة طوال الوقت، والتي تتسرب فيها
مكونات النسيج العظمي دون أن يُحس المرء أو يُعلن المرض عن وجوده، فإن عين الحكمة
في التعامل معه هو إجراء الكشف المبكر بشكل دوري. والفحص الوحيد عقلاً وتجربة،
والذي يُمكن الاعتماد عليه في تشخيص حال كتلة النسيج العظمي، وتميز سلامته من
تخلخل بنيانه، أي نقص كتلته، هو اختبار تحديد كثافة المواد المعدنية في العظم bone mineral density (BMD)
test.
ويجب أن يتم إجراء
هذا الفحص على كل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بتخلخل العظم، بإشراف الطبيب. ولا
تزال الإرشادات الطبية متأخرة نوعاً ما حين تنصح فقط كل النساء ممن بلغن أو تجاوزن
سن 65 سنة أن يُجرين الفحص، أو النساء دون سن 65 سنة ممن بلغن سن اليأس ولديهن
عاملان آخران من عوامل خطورة الإصابة بالتخلخل العظمي، أي بالإضافة الى كونهن نساء
وكون الدورة الشهرية انقطعت لديهن تماماً.
والفحص عبارة عن
تصوير بالأشعة، وغير مُؤلم. يتم فيه قياس كثافة العظم في عدة مناطق من الهيكل
العظمي، وتحديداً الورك وفقرات الظهر والمعصم وكعب القدم واليد. وهناك ثلاث طرق
شائعة لحساب الكثافة العظمية، تعتمد اثنتان منها على الأشعة السينية، الأولى هي
قياس الامتصاص للأشعة السينية ثنائي الطاقة، ويتعرض فيه الإنسان لنوع منخفض من
الأشعة السينية، وقادرة على الكشف عن نسب متدنية جداً من نقص معادن العظم، وهي
الطريقة المُفضلة والأكثر شيوعاً لقياس كثافة عظم الفقرات والورك، والنوع الطرفي
منها لقياس عظم الساعد والأصابع والكعب. والثانية بالأشعة السينية المقطعية الكمية
بالكومبيوتر وأما الثالثة فتستخدم الأشعة فوق الصوتية لقياس الكثافة في عظم الكعب
والساق والأصابع.
ولمنظمة الصحة
العالمية درجات من التصنيف لنتائج الفحص تتراوح ما بين الطبيعي الى نقص كثافة
العظم ثم حالة تخلخل العظم المرضية، وفي حال حصول أكثر من كسر في العظم نتيجة
للتخلخل فإنها تصنفه كتخلخل شديد في العظم.
الوقاية خير علاج
فدرهم أو أقل من الوقاية هنا بأكثر من قناطير علاج، إذْ تلعب سلوكيات نمط الحياة
هنا أدواراً مختلفة الأنواع والتأثيرات في وقاية العظم من تخلخل البنية وسهولة
الكسر. والبداية مع الأطفال، فالعظم ينمو وتتكون كتله بزيادة مضطردة من حين ما قبل
الولادة وحتى العشرينات من العمر، ويصل الى أشد بنائه وكتلته في بدايات الشباب.
وهنا يجب الاهتمام بثلاثة أمور، وهي بناؤه جيداً في مرحلتي الطفولة والمراهقة،
والحد من تخلخله الطبيعي فيما بعد هذا من العمر، ومن باب أولى المنع التام لتخلخله
غير الطبيعي في كل مراحل العمر.
وللأطفال والمراهقين
والشباب تنصح الهيئات الطبية بمراعاة العناصر التالية:
ـ الحرص على تناول
كميات الكالسيوم من المصادر الطبيعية وفق إرشادات الهيئات الطبية لكل من البنات
والأولاد، ولكل مرحلة من أعمارهم.
ـ التغذية السليمة
ومنع أو معالجة حالات سوء التغذية.
ـ التعرض للشمس
لإتاحة الفرصة للجسم كي يُنتج كميات كافية ولازمة من فيتامين دي.
ـ الاهتمام بالرياضة
البدنية وخاصة من قبل الفتيات والشابات. لأنهن في أشد الحاجة الصحية لممارستها
ولأنهن أكثر استفادة منها في الوقاية من تخلخل العظم من استفادة الأولاد. ـ تجنب
التدخين أو الجلوس مع المدخنين، وكذلك الحال مع الكحول.
والحقيقة أن تحول
بناء العظم من نسيج متماسك الى نسيج متخلخل والتداعيات المرضية المصاحبة
والمضاعفات المحتملة مع تقدم الإنسان في العمر تفرض على المتأمل والمنصف لنفسه
ولصحته البدء في اتخاذ وسائل الوقاية، والمبادرة الى الكشف المبكر عن وجوده في حال
توفر عوامل خطورة الإصابة به. والأدوية المتوفرة اليوم مفيدة للغاية وتعمل بنجاح
كبير في تحقيق الفائدة المرجوة منها.
وسائل معالجة تخلخل
العظم > الاهتمام الطبي بتخلخل العظم بدأ متأخراً ولذا سنلحظ أن غالبية الأدوية
حديثة، والأهم أنها فاعلة جداً في منع الكسور، وهو ما يرفع من مستوى عتب الناس على
الأطباء! والهدف الأساس من المعالجة هو منع حصول تداعيات تخلخل العظم وتحديداً
الكسور، ومنع الاستمرار في تدهور بنية العظم وقف تسريب معادنه. وهناك طيف من
الوسائل العلاجية والأدوية الفاعلة، والتي أظهرت نتائج استخدامها سرعة تحقيق تقليل
نسبة الكسور بعد عام من تناولها الى حد 65%. وتعطى بالإضافة الى اتباع وسائل
الوقاية وأيضاً المعالجة بفيتامين دي والكالسيوم. وبعد استثناء العلاج بالهرمونات
الأنثوية التعويضية، فإن أهم ثلاثة أنواع من العلاجات الدوائية هي:
أولاً: مضادات
التسريب. وتشمل ثلاثة أنواع، هي:
ـ بايفسفونيت: وهي
أدوية عظيمة الفائدة حقيقة، وتعمل على إبطاء تطور ترقق العظم، وأهمها عقار
بايفسفونيت. وهي الاختيار الأول للطبيب في هذه الحالات. وأثبتت أنها فعالة في
زيادة كتلة العظم وخفض نسبة الكسور الى ما فوق 50%. والأنواع الشائعة منها تُعطى
مرة في الأسبوع. وهناك مركب منها لا تزال تُجرى عليه التجارب، بالرغم من النتائج
المشجعة له، ويُعطى في الوريد مرة في السنة.
_ مرادفات
أوستروجين: وتعمل عمل هرمون أوستروجين في العظم دون أن يكون لها أثاره في بقية
الجسم. وهناك نوع وحيد منها في الصيدليات العالمية يُدعى رالوكسيفين، ويقلل من
نسبة الكسور في الفقرات ما بين 30 الى 50%. كما أن الدراسات تشير الى أنه يقلل من
كولسترول الدم وكذلك من سرطان الثدي. ولا تزال التجارب على نوعين آخرين جديدين
منها.
_ هرمون كالسوتينين.
ويستخرج من أسماك السلمون، ويُعطى عبر بخ في الأنف يومياً، ويقلل من الكسور بنسبة
30%، ويعتبر أفضل بديل للنوعين المتقدمين لو لم يكن مناسباً استخدامهما.
ثانياً: بانيات
العظم. والمتوفر منها وأهمها هو هرمون الغدة جار الدرقية. وبالرغم من معرفة
الأطباء دور هذا الهرمون منذ 70 سنة أنه يتحكم في بناء العظم، إلا أن استخدامه
كعلاج لا يتجاوز العقد من الزمان. ونتائج استخدامه لمدة سنة ونصف وفق الدراسات من
المراكز المختلفة حول العالم أشارت الى تقليله نسبة إصابة النساء بالكسور في
العامود الفقري لدى من تجاوزن سن اليأس الى أكثر من 65%! ثالثاً: متعددات الأدوار.
وهي أنواع من العلاجات تعمل عبر آليات عدة وفي مناطق مختلفة من الجسم، وتُسهم بشكل
فاعل أيضاً بالمحصلة في تمتين بناء العظم والوقاية من الكسور. مثل حبوب فيتامين دي
والكالسيوم، وعقار رانيليت وغيرهما.
ممارسة الفتيات
للرياضة البدنية ضرورة صحية > مشكلتان صحيتان كبيرتان تعاني منهما النساء
عموماً في مناطق العالم المختلفة، وهما السمنة وتخلخل العظام. وتداعياتهما على
الصحة والأمراض الناجمة عنهما تتجاوز الحجم المقبول. وأحد أهم الوسائل في الوقاية
وفي المعالجة هي الرياضة البدنية.
والرياضة البدنية
ليست مهمة فقط من أجل تحسين اللياقة البدنية في أداء الأنشطة اليومية الحياتية أو
القدرة على تحمل الأعباء المنزلية والاجتماعية، بل إنها أحد الوسائل الثابتة النفع
طبياً وفق نتائج الدراسات الطبية المستفيضة والمتواترة من المجتمعات المختلفة في
الوقاية ومعالجة تخلخل (هشاشة) العظم. إضافة الى أنها الوسيلة الوحيدة في تخفيف
حالات السقوط والإصابات الناجمة عنه، ذلك أنها الوسيلة الوحيدة لتقوية العضلات،
والوسيلة الوحيدة لزيادة مرونة المفاصل والوسيلة الوحيدة لتحسين التوازن للجسم
أثناء السكون وأثناء الحركة بأنواعها.
وتمارين تحمل الوزن
التي تضع عبئاً على العظام تعمل على تنمية بنائها عبر زيادة وصول الدم والعناصر
الغذائية اليها. مثل المشي والهرولة والسباحة وكرة السلة والتنس وغيرها من الألعاب
ذات الطابع الهوائي للمجهود البدني فيها. وكذلك الحال مع درجات متوسطة من تمارين
المقاومة لبناء القوة في العضلات وفي العظام، والتمكن بالتالي من أداء مختلف
الأنشطة الحياتية المطلوبة من المرأة باقتدار.
واشار الباحثون من كلية الطب بجامعة رايت في أوهايو
الى أنه بمتابعة الأطفال والمراهقين ممن تتراوح أعمارهم ما بين 8 الى 18 سنة تبين
أن الزيادة في ممارسة النشاط البدني في أوقات الفراغ ترفع من مؤشرات قياس قوة
العظم وكتلة المعادن في العظم. والفتيات اللائي مارسن أنشطة رياضية كن أكثر
استفادة من الأولاد في هذا. كما عرض الباحثون من المستشفى المركزي بجامعة تيركي
بفنلندا أن متابعة مكونات العظم لدى الطالبات الجامعيات خلال أربع سنوات، ثم خلال
سبع سنوات، تتغير بحسب الاستمرارية في ممارسة الرياضة. ومن لم يستمر منهن في
متابعة أداء التمارين الرياضية قلت لديهن كتلة العظم.