الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012

دار الشباب المغربية : إشكالية التأطير وهاجس الفرملة

دار الشباب المغربية : إشكالية التأطير وهاجس الفرملة
عبد الرحيم العطري

دار الشباب المغربية، عنوان عريضة لبنية مأزومة ووظيفة غامضة، وعنوان أيضا لرصيد تاريخي من العمل الجمعوي والانفتاحات الشبابية التي تحاول حياكة زمنها الخاص خارج آليات الضبط والمراقبة.
بنية مهزوزة إذن ووظيفة ملتبسة تزداد غموضا مع انبلاج فجر ألفية جديدة، لا مكان فيها إلا للمؤسسات القوية المسلحة بالتوجهات الإستراتيجية الواضحة والمشاريع البيداغوجية الصلبة.
دار الشباب بالمغرب إشارة بارزة لإشكالات عديدة يتأسس انطراحها على الكثير من اللبس بسبب الإفلاس الذي بدا أنه يجتاح مهام المؤسسة، وأيضا بسبب المنافسة الشديدة التي صارت تتعرض لها من طرف مؤسسات وقطاعات وهياكل موازية، ربما لا تدنو منها في شيء من القدم والحضور. لكن كيف السبيل إلى قراءة تضاريس هذه المؤسسة الحاضرة/الغائبة؟ كيف السبيل إلى تفكيكها وخلخلتها؟ فمن أين البدء؟ وكيف يكون البدء؟ وعلى أي المرتكزات يمكن للباحث عن الحقيقة- أن يستند في المحاولة /المقاربة؟ دار الشباب البنية والوظيفة إنه المسعى الفكري الرئيسي الذي تنبني عليه شرعية هذا النقاش الذي نريده مفتوحا ولا نهائيا،إنه المسعى الذي يتوجب علينا الوصول إليه من دروب السوسيولوجيا كمعرفة تساعد كثيرا في فضح الأنساق الاجتماعية وتحليل المؤسسات وتشريحها اعتمادا على ثقافة النقد والمساءلة، على اعتبار أن دار الشباب تشكل نسقا مفتوحا /مغلقا ومؤسسة رسمية تحتضن العديد من الرموز والظواهر والحالات المجتمعية. إن المقاربة السوسيولوجية-كرؤية علمية وكخيار بالأساس إلى اكتشاف الشروط الاجتماعية لإنتاج « الاجتماعي « وذلك عبر تحليل ودرس المجتمع، ستسعف لا محاولة في التصدي للأسئلة المار ذكرها ، وبالتالي فإنها ستضعنا قريبا جدا من مسعانا المشروع المتصل بالمؤسسة بنية ووظيفة.
لغة الأرقام أولا….
إن ما نصبو إليه يحتم علينا بداية الإنصات للغة الأرقام علها تعبد لنا طريق الكشف والاكتشاف، فهي تشير إلى توفرنا مع مطلع الألفية الثالثة على حوالي 276 دار الشباب، يوجد منها 205 مؤسسة بالوسط الحضري بنسبة74% و71 مؤسسة أخرى بالوسط القروي بنسبة 26% ومن بين مجموع هذه المؤسسات المتناثرة عبر التراب الوطني هناك فقط 150 مؤسسة في حالة صالحة للعمل، و96 مؤسسة في حاجة إلى إصلاحات متعددة في حين تستوجب 30 مؤسسة أخرى الإغلاق نظرنا لعدم صلاحيتها لاستقبال أي نشاط !!  وبالنظر إلى ارتفاع أرقام زبناء هذا المؤسسات من الشباب والذين تؤكد الإحصائيات الرسمية أن عددهم يصل إلى حوالي 9 ملايين نسمة، فإن هذه الدور تبقى عاجزة عن تلبية مختلف الحاجيات الترفيهية لهذا الجمهور العريض، ذلك أن دار للشباب واحدة لكل 35 ألف طفل وشاب، وتصل هذه النسبة إلى مؤسسة واحدة ل 80ألف طفل وشاب، الشيء الذي يبرز الخصاص( ) المهول في تغطية وتلبية حاجيات الشباب.
ويقدر الخصاص الحالي بما يناهز 570 مؤسسة يفترض أن المؤسس 154 منها الوسط الحضري و416 في الوسط القروي، لكن هل تبلورت فكرة الحاجة إلى دار الشباب لدى رؤساء ومستشاري جماعاتنا الحضرية والقروية ( ) ليهبوا لإنشاء هذا الدور وهزم الفراغ المريع؟
لكن هذه الأرقام الكارثية التي ترتبط بالمؤسسة لا تقف فقط عند هذا المستوى، بل تتعداه إلى إشكالات التأطير التي تؤثر بشكل مباشر في البنية والوظيفة، فهناك حوالي 600 إطار يعمل بهذه المؤسسات، وهو رقم يبدو من الوهلة الأولى محققا" للكفاف التأطيري" بحيث يكون حاصله المنطقي هو إطاران لكل مؤسسة، لكن لاشيء من هذا يتحقق واقعيا، فقط 85 مؤسسة هي التي تسير بإطارين،وأكثر من 75 مؤسسة مسيرة بإطار واحد، في حين هناك دور أخرى محظوظة-في المغرب النافع طبعا-يصل عدد العاملين فيها إلى 17 إطار !! وهذا كله يحدث في الوقت الذي مازال خريجو المعهد الملكي لتكوين أطر الشبيبة والرياضة(أفواج 96،97،98ن99،2000 ) يلتفحون بنيران العطالة بسبب خذلان قوانين المالية المستمر لهم، والتي لا تجود على الشبيبة والرياضة إلا بأرقام متواضعة جدا مقابل آلاف المناصب التي توزع على قطاعات أخرى!
في المختبر السوسيولوجيا 
إن المهمة التاريخية للعلوم الاجتماعية هي مساعدة الإنسان في السيطرة على المجتمع( ) أي في احتوائه وفهمه، فالسيوسيولوجيا تسعف كثيرا في مجابهة الأسئلة المجتمعية بكل انفتاحاتها وانفلاتاتها الشقية، وتقود بفضل آليات اشتغالها نحو الاقتراب منها وتحليلها تحليلا علميا يمتلك وجاهة معرفية خاصة .
وتأسيسا عليه يصير إدخال موضوع دار الشباب المغربية وما يفرزه من أسئلة بنيوية ووظيفية إلى مختبر السوسيولوجيا،مطلبا معرفي ملحا لاستكمال مهمة التحليل،بل إنه يعد خطوة مركزية أساسية على درب إعادة الاعتبار لهذه المؤسسة ولرصيدها التاريخي وأدوارها الحيوية بل إن أسئلة البنية والوظيفة ذاتها تفرض علينا الإنصات إلى الرأي السوسيولوجي خصوصا وأن هذين المصطلحين يحيلان مباشرة على اجتهادات سوسيولوجيا أضافت الكثير إلى علم الاجتماع كعلم يتأسس باستمرار من خلال تكسير وبناء ذاته. لكن ما الذي يعنيه مثلا إدخال "المؤسسة "إلى "المختبر السوسيولوجي" ؟ هل يدل هذا الفعل على الأزمة باعتبار أن السوسيولوجيا هي علم الأزمة ؟أم أنه يشير إلى حاجتنا الأكيدة على المؤسسة؟ أم يعني باختصار نوعا من الباثولوجيا الاجتماعية، والإفلاس المؤسسي الذي يفترض ارتياد "العيادة السوسيولوجية" ؟ أو أن ذلك كله ما هو في الختام إلا محاولة معرفية تحاول النظر إلى المؤسسة بنية ووظيفة من زاوية مختلفة تماما عن كل ما يثار حولها في الغالب من الأحايين؟ ومهما يكن من الأمر فالدخول إلى عالم السوسيولوجيا يقتضى الدقة في طرح والتحليل، وهو ما يتطلب منا أولا إبراز المقصود بالبنية والوظيفة في هذا المقام.
يؤكد كلود ليفي ستراوس بأن لكل شيء شخصية، هيئة،مجتمع ثقافة، آلة بنية ما لم يكن معدوم الشكل( ) ويضيف قائلا بأن ظاهرة ما لا يستحق أن يطلق عليها بنية ما لم تتوفر فيها الشروط التالية:
- أن يكون عناصرها مترابطة ومشكلة لنسق موحد.
- أن ينعكس أي تحول في عنصر ما على باقي العناصر 
- التنبؤ في حالة وقوع التحول.
أما بارسونز فيعتبر أن البنية هي نماذج ممأسسة من الثقافة المعيارية بحيث تكون البنية هي النتاج الواقعي والفعلي لعملية المأسسة.
أما الوظيفة فيقول عنها السوسيولوجي الأمريكي روبرت ميرتون بأنها تشير على المهنة والمهمة والغاية فضلا عن معان أخرى رياضية وبيولوجية( ) وبالنسبة للبنيوية الوظيفية عند قطبي السوسيولوجيا الأمريكية لازرشفيلد وبرسانس فهيتتصور بنية الظاهرة باعتبارها معطاة في التجربة أو الواقع المحسوس مهمته أساسا هي الربط بين بنية المجتمع والوظيفة التي تؤديها، والترابط الشامل بين وظائف المجتمع والذي إذا ما وقع خلل بإحدى وظائفه يكون له انعكاس على مجموع بنية المجتمع( ) وهذا ما أكده مالينوفسكي الذي رفض الفصل بين البنية والوظيفة في دراسته للمجتمعات البدائية في إطار بنيوية وظيفية. وهذا بالضبط ما نرتكن إليه في تصدينا لدار الشباب المغربية كموضوع سوسيولوجي، إذ نؤكد بداية صعوبة أو بالأحرى استحالة التمييز بين بنية المؤسسة ووظيفتها المادية والرمزية ففي سياق التحولات التي تعرفها ويعرفها المجتمع أيضا، يصير أي تحول أو ثبات في البنية، منتقلا بالتبعية بآثاره وامتداداته المؤسساتية.
أسئلة البنية
وانطلاقا من هذا الغائب ذكره يحق لنا أن نتساءل وبكل إلحاح:ما بنية دار الشباب المغربية؟ وما حقيقتها بالضبط في فوهة المشاكل والأسئلة التي تطوقها من كل جانب ؟
لقد أوضح إميل دوركهايم في كتابة "تقسيم العمل الاجتماعي "بأن دراسة أي ظاهرة اجتماعية توجب علينا أن ندرس السبب الذي ينتجها والوظيفة التي تقوم بها"وهذه الدراسة/ المطلب تفرض أيضا تشريحا أوليا للبنية التي تتفاعل فيها العناصر الاجتماعية كلها. والواقع أن هذا التشريح يضعنا منذ الوهلة الأولى أمام صعوبة منهجية، ذلك إننا حيال بنيات متعددة ووضعيات مختلفة تندغم في بنية عامة تستفز الوعي وتحرض على طرح أفظع التساؤلات!
فبنية المؤسسة يمكن النظر إليها من عدة معطيات معمارية، بشرية مادية وتنظيمية قانونية وبعدا من زاوية نسقية تنفتح على النسق العام للمؤسسة، خصوصا وأن المكونات السياسية التي تتكون منها أي مؤسسة وكما يوضح ذلك لوروهي عناصر الزمان والمكان، والجوانب النفسية والقانونية والاجتماعية، ثم الأنشطة المباحة والمحرمة المرفوضة والمعاقب عليها، فضلا عن مشروع المؤسسة التي يتجلى في أنواع الخطابات التي تصدر عن المؤسسة( ) .
وبحثا عن الملامح وخصيصة هذه البنية نتساءل أولا هلا تتوفر دار الشباب المغربية على هوية معمارية تميزها وتعطيها طابعا خاصا يحفظ لها الفرادة؟ أم أن المؤسسات يبني كيفما اتفق ، ودونما اتكاء على خلفية معمارية تبعد عنها "المسخ الإسمنتي "وتحفظ لها ماء الوجه ؟
عندما نمعن النظر في واقع عدد هام من دور الشباب بالمغرب، سيتأكد لنا قويا بأن هذه المؤسسات لا تجمع بينها وحدة معمارية، اللهم إلا "لازمة" القاعات الصغرى والكبرى، وكذا اليافطات التي تعلن انتماء إلى وزارة الشبيبة والرياضة في حين ترتفع درجات الاختلاف في تصاميم البناء وتوزيع المؤسسات جغرافيا، فحتى الموصفات التقنية( ) التي تقترحها الوزارة للبناء لا يتم احترامها. وهذا كله ينعكس على البنية المعمارية التي تفتقد إلى الهوية المشتركة، والشكل المناسب لاحتواء طموحات الزبناء المفترضين للمؤسسة. ومن جهة أخرى فحديث البنية يأخذنا مباشرة إلى البنية البشرية التي تتوزع بين القائمين على أمور الدار من أطر مسيرة، والزبناء، من رواد أندية وجمعيات، وبالنسبة للأطر فقد أبانت إحدى الدراسات بان نسبة الرضا الوظيفي لديهم منحدرة نحو الأسفل( ) بسبب سوء توزيع الأطر وضالة إمكانيات وانعدام التحفيزات وكثرة المعوقات "فماذا ننتظر من إطار واحد يسير مؤسسة لا توفر على الماء والكهرباء… وحده يناضل … ويضطلع بمهام الحراسة والنظافة لعدم وجود حارس، ماذا تنتظر منه غير الإحباط( )؟"
أما بالبنية البشرية المرتبطة –بالزبائن/الشركاء،فتدل هي الأخرى على أزمة عميقة المستوى، فهناك حاليا ما يناهز ألف فرع لمنظمات الشباب تمارس أنشطتها بدور الشباب، فضلا عن عدد مهول من الجمعيات المحلية التي يتم تفريخها في كل حين علما بأن هذا الاتساع الكمي الذي تعرفه الممارسة الجمعوية لا يؤثر على الغنى والتنوع بل يلمح إلى التراجع والأزموية التي حاقت بالعمل الجمعوي، والذي تتنازعه عدة مشاكل تنظيمية بشرية، تجعله محدود الأفق والأثر، مراهنا فقط على عمليات رجع الصدى واستهلاك الخطابات المؤدلجة. وعلى كل فما يبرز أن هذه الأزمة عميقة المستوى بالنسبة لجميع عناصر البنية البشرية للمؤسسة (أطر،رواد )،فهو الإقبال على المنتوج الثقافي والتربوي للدار، والذي يتراجع يوما بعد آخر، فقد بدا واضحا في السنوات الأخيرة أن هناك عزوفا عن ارتياد دار الشباب من قبل الشباب أنفسهم بسبب المنافسة الشديدة التي تلعبها وسائط أخرى ومؤسسات موازية أخرى (دور الثقافة، مراكز ثقافية أجنبية، منظمات غير حكومية تتوفر على مقرات خاصة، نوادي الانترنيت) فعمل دار الشباب لا يلامس إلا 3% من السكان المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و25 سنة كما أن النشرة الإحصائية لسنة 1998 تبين بان مجموع المستفيدين من أنشطة دور الشباب بالمغرب لم يتعد ثلاثة مليون مستفيد في السنة. فهل يعتبر هذا الحاصل إيذانا بإفلاس مشروع المؤسسة؟أم أنه يؤكد الخلل في البنية والوظيفة أيضا؟ إلى ذلك يبدو المستوى التنظيمي كبنية مؤسسية مثيرا أيضا للإشكال، إذا هناك حاجة ملحة إلى حل أسئلته التي ترتبط بنصوص وقوانين أبانت الظروف والمتغيرات عدم استجابتها لمعطيات العصر، الشيء الذي استدعى تغيير الكثير منها خلال الندوة الوطنية الثانية للعمل الجمعوي المنعقد بالهرهورة في يونيو 2000.
هذا بالإضافة إلى العلاقات المتعددة التي تدشنها المؤسسة داخليا وخارجيا والتي تتسم بالتعقد والتشابك وعدم الوضوح أحيانا، بسبب تعدد وتنوع الفاعلين وتضارب مصالحهم مما يجعل البنية المؤسسية حقلا للصراع الاجتماعي ومجالا خصبا لإعادة إنتاج نفس الرموز الاجتماعية، وأيضا لمقاومة هذا الإنتاج المكرور.
وتزداد الأزمة عمقا واستفحالا ارتباطا بالبنية المادية ومكونتها التي تفضح الفقر المدقع الذي تعرفه دور الشباب بالمغرب اللهم إلا القليل من المؤسسات التي راهنت على الأنشطة الخدماتية والاستثمارية.
ومن خلال هذه البنيات المتعددة للمؤسسة،والتي تندغم في بنية عامة واحدة تشكل نسقا واحد مفتوحا على التوتر والتغير والثبات، يبدو جليا أن هذا النسق يتضمن مكونات بنيوية شاذة، وإذا كانت هذه المكونات وكما يقول بارسونز هي القيم المعايير والجماعات والأدوار فإنها داخل مؤسسة دار الشباب /النسق تنأى شيئا ما عن السواء وتقترب من الأزمة والخلل الذي يبصم الكثير من أجهزتها البنيوية.
بحثا عن الوظيفة 
إذن في ظل هذه الظروف الخاصة التي ترهن عمل دار الشباب المغربية، وتؤسس أفق حضورها وغيابها، هل يحق لنا أن نتساءل عن وظيفتها؟فأي الوظائف تضطلع بها المؤسسة في ظل هذا الكل الإشكالي ؟ وكيف تؤدي هذه الوظائف الممكنة والمستحيلة ؟ وهل بإمكانها الحفاظ على مكتسباتها الوظيفية مع شروط المنافسة والإفلاس ؟
وربما يجدر بنا أولا أن نعمد إلى تحديد الوظيفة / الوظائف المركزية لهذه المؤسسة قبيل الانخراط في تحليل المحددات والمؤثرات التي تؤسس أو تلغي وظيفية المؤسسة، وعليه نجد تأكيد بديهيا لدى الفاعلين في هذه المؤسسات بأنها أوجدت أساسا لاستثمار الوقت الفراغ واستغلاله فيما يفيد الفرد والجماعة والمجتمع في النهاية، على اعتبار أن الوقت الفراغ هو وقت خطير من الناحية السوسيولوجية، إذا فيه ترتفع درجات الانحراف والخروج على القيم والأعراف المجتمعية. ومن هنا تصير المؤسسة مجالا للفرملة وامتصاص الغضب ومقاومة الانحراف الذي يبقى مفهوما زئبقيا محددا بمصالح المستفيدين أو غير المستفيدين منه!
وهذه الوظيفة "الأمنية" هي التي حتمت ظهور دار الشباب، بالمغرب إبان الاستعمار، فسلطات الحماية آنئذ لم يكن يهمها مبدأ رعاية الشباب، وصقل مواهبه عندما قامت بإنشاء عدد من دور الشباب، بل كان هدفها المركزي هو احتواء الغضب الشعبي، والقضاء بالتالي على المقاومة، وهذا يتضح بجلاء في أماكن إنشاء هذه المؤسسات. فقد عمدت سلطات الحماية إلى زرع دور الشباب قريبا جدا من معاقل المقاومة القوية (البطحاء قرب القرويين بفاس، درب غلف بالبيضاء، بني ملال، واد زم..) لأداء وظيفة أمنية احتوائية لكن هنا والآن وبعد الاستقلال وحلول قرن جديد هل مازالت المؤسسة وفية لوظيفتها بشكل القديم أو وفق أنماط بنائية جديدة ؟
ألا تقوم اليوم مؤسسة دار الشباب بدور خطير يفيد الدولة أمنيا ؟ إذ باحتضانها لأنشطة آلاف الجمعيات ومساعدتها لروادها على "تزجيه الوقت" تكون بذلك قد جنبت الدولة كثيرا من الانحراف والاحتجاج والرفض العلني، وتكون بذلك قد ساهمت في امتصاص الغضب عبر إتاحتها لفرص "التفريغ" والتعبير وفق شروط محددة سلفا.
إذن نحن حيال مؤسسة خاصة جدا لها من الأدوار والوظائف ما لا تقدر مؤسسات أخرى على صنعه- بالرغم من بنيتها المهزوزة- لكن هل هذه الوظيفة " الأمنية "الظاهرة/ الكامنة تختزل كل الوظائف المتصلة بالمؤسسة أم ماذا ؟
يمكن القول بوثوق عال بان هذه الوظيفة تشكل عصب المسألة الوظيفية لدار الشباب ولباقي المؤسسات المجتمعية الأخرى وذلك بالنظر إلى الحضور المخزني القوي الذي يعيش على إيقاعه المغرب. فالمخزن بأجهزته القمعية والإيديولوجية وهواجسه الأمنية حاضر في كل شيء حتى في المؤسسات التي تبدو أكثر بعدا عن المخزنية.
ومخزنة المجتمع بهذا الشكل تجعل من دار الشباب حلقة في سلسلة الامتداد المخزني، تتأثر بمعطياته وتلتفح بخصائصه، ولهذا تبدو المؤسسة في كثير من الأحيان وكأنها جزء من وزارة الداخلية وليس الشبيبة والرياضة،بسبب جيوش المقدمين التي تستعمرها في كل حين، وإجراءات الترخيص والمنع وغير ذلك من الأمور التي تؤكد استمرار الوظيفة الأمنية تحت يافطات وشعارات جديدة.
وتشير أدبيات المؤسسة أيضا إلى أن وظائفها تنحصر في ثلاثة محاور وهي الوقاية والعلاج والإنماء، أي الوقاية من الانحراف، وعلاجه وكذا الإسهام في التنمية. والواقع أن هذه المحاور التي تتفرع عنها الكثير من الأهداف الفرعية تسير في نفس الاتجاه الأدنى الذي ينسحب على المحيط الماكروسيوسيولوجي للمؤسسة، ويستفيد منه بالتالي المجتمع الكبر بضمان استمرار شريطه وإعادة إنتاج رموزه السوسيو ثقافية.
فالمكونات البنيوية لنسق المؤسسة والتي تحدد في القيم والمعايير والجماعات والأدوار تقابلها مجموعات وظيفية محددة، تعتبر أساليب نسقية للتكيف ضمن علاقات هذا النسق المؤسسي كما يقول بارسونز، وذلك مع محيطه الخارجي.فالاستقرار كوظيفة تسعى إلى ضمان استمرار وتجدد القيم الاجتماعية.
في إطار مكون بنيوي أساسي وهو التنشئة الاجتماعية، تندرج في صلب الوظائف المركزية لدار الشباب، علما بأن التنشئة الاجتماعية ما هي في النهاية إلا عملية تدجين اجتماعي لإنتاج " دواجن بشرية" طيعة!
وانطلاقا من نظرية مركز- محيط التي سعت إلى تحليل الأنساق السوسيو سياسية المعاصرة، تظهر دار الشباب مجالا أساسيا تراهن عليه الدولة في إستراتيجية الإدماج والتهميش التي تحافظ على القائم من الأوضاع، وتؤجل دائما حدوث التغيير، وبذلك تعمل المؤسسة بطريقة واعية أو لا واعية على إدماج الفاعلين الاجتماعيين في سياقات سوسيو ثقافية معينة تخدم مصالح الدولة بامتياز. وتتحول أحيانا إلى آلية تهميش في إطار صراعات النسق العام مع عناصر المركز والمحيط.
وإذا كان كل نسق اجتماعي يسعى إلى تحقيق أهداف تخص النسق العام أو بعض الأنساق الفرعية. فالمؤسسة تصير لها وظيفة متابعة الأهداف والحرص على بلوغها، وهذا ما يمهد لاستمرارها بالرغم من كل معاول الهدم التي تستهدفها.
ويتم الوصول إلى هذه الأهداف التي تخدم أهداف الأنساق بدرجات عالية عبر وظيفة التكيف لأنها تحدد الوسائل الكفيلة بتحقيق ذلك، وهذا كله يشير إلى خطورة الدوار التي تضطلع بها المؤسسة في جدلية خفاء وتجلي.
ذلك أن وظيفة/ وظائف المؤسسة تحكمها هذه الجدلية بشكل مباشر وهو ما ينجم عنه جانب كبير من الغموض والالتباس الذي يكتنف عمل المؤسسة ويؤثر بالتالي على بنيتها العامة، وذلك بحكم التلازم الموضوعي بين البنية والوظيفة، فالبنية هي النتاج الواقعي والفعلي لعملية المأسسة ومن الطبيعي جدا أن تتأثر بالوظائف التي تترتب عن عمل المؤسسة.
زمن المنافسة 
بنية مهزوزة مأزومة ووظيفة غامضة، ومشاكل بالجملة. كل ذلك ما عساه يفعل في زمن المنافسة؟ما عساه يقدم لرواد المؤسسة في زمن تقوت فيه أجهزة أخرى للضبط والقهر، ومؤسسات أخرى لاستثمار الوقت بأفضل الطرق؟.
إن دار الشباب المغربية تعيش زمنا آخر يختلف تماما عن زمن السبعينات الذي كانت تعتبر فيه الملاذ الأوحد إلى جانب حرم الجامعات بالنسبة لطلبة وكل الرافضين للقائم من الأوضاع، إنها تعيش لحظة أخرى تقوت فيها هياكل المجتمع المدني،وصارت فيها الكثير من الجمعيات في غنى عن مقرات دور الشباب بسبب توفرها على مقرات وإمكانيات مادية هامة، إنه زمن آخر ظهرت فيه بدائل أخرى وأصوات منافسة أخرى وأصوات منافسة تستعملها آليات استقطاب جديدة ولا تتورع مطلقا عن اللجوء إلى ثقافة الماركوتينغ واقتصاد السوق.
والمجتمع المغربي اليوم بدوره لم يعد مجتمع الفائت، إنه يسير بخطى ثابتة نحو ملامح المجتمع الاستهلاكي ذي البعد الواحد كما يقول هربرت ماركوز، وهو بذلك يعيش لحظات من التبدل –لن نقول التغيير –تمتد آثارها السلبية والإيجابية إلى كثير من المناحي الاجتماعية والثقافية. وهذا كله يجعل زبناء اليوم أكثر اختلافا عن زبناء الأمس. بحيث لم يعد رواد اليوم في حاجة إلى قاعات تحتضن شغب الإبداع أو إلى توجهات تعتنق مبدأ "خلق الشيء من لاشيء" كما يردد دائما أطر الشبيبة والرياضة، بل إنهم يحتاجون منتوجا تربويا وثقافيا مختلفا يعتمد على تكنولوجيا الإعلام والاتصال، ويريدون استثمار جديدا للوقت الفراغ بأساليب وتقنيات جديدة تمتح من تنشيط ثقافي نموذجي يمتلك مشروعا بيداغوجيا قويا تتحدد أهدافه القبلية والبعدية بوضوح كبير.
إن التطور الذي شهدته الهياكل المجتمعية وعلى أكثر من صعيد أفرز بدائل جديدة لاستثمار الوقت الفراغ،وبالتالي طرح لدار الشباب المغربية أدت إلى تراجع أدوارها وتداخلاتها بسبب تناقض عدد روادها الذين اختاروا دروبا أخرى "لتزجية الوقت"بعيدا عن "العنف المؤسسة" ومعطياتها البنيوية والوظيفية.
إن شارع اليوم كفضاء اجتماعي يحتضن رموزا اجتماعية وثقافية معينة، صار من أبرز المنافسين لدار الشباب، فما يتيحه من فرض للاستهلاك للشباب يجعلهم عازفين عن ارتياد المؤسسة. وليس الشارع وحده الذي يسرق "من الدار جمهورها،فثمة وسائط ومؤسسات أخرى تستقطب جماهير غفيرة من الشباب في إطار منافسة خفية شديدة، فهناك المراكز الثقافية الأجنبية التي تمتلك آليات وأدوات تنشيطية متطورة تعجز دار الشباب عن توفيرها، فضلا عن دور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة والاتصال والتي لم تعد تقتصر على وظيفة المطالعة بل تعدتها إلى احتضان الجمعيات ودعمها وفي ذلك تهديد أكيد لمستقبل دار الشباب. وهناك الجمعيات ذاتها التي اهتدت إلى طرق التمويل والدعم الأجنبي وصارت لديها مقرات ومشاريع واضحة تجعلها في غنى عن قاعات الشبيبة والرياضة. وهنالك نوادي ومقاهي الانترنيت التي انتشرت كالفطر البري في أغلب المدن المغربية، والتي صارت تستقبل جمهورا لا بأس به من جميع الأعمار…
إن ثورة الاتصال بما حماته من الأنظمة البث الفضائي التلفزي وظهور الانترنيت ساهمت فعلا في خلق منافسة قوية وغير عادلة لمؤسسة دار الشباب، جعلها تفقد زبناء  كثيرين  فضلوا الالتحاق بقطار الزمن السريع بدل الاستمرار في "قتل الوقت"بأنشطة متقادمة وتقنيات بيئية. إنه زمن المنافسة إذن، الزمن المختلف عن سابقه ولا حقه، والذي لا مكان فيه إلا للمؤسسات القوية المسلحة بالمشاريع الصلبة، التي قطعت مسبقا مع الارتجالية، وفككت قبلا سؤال الغائبة. ذلك أن دار الشباب المغربية- وللأسف الشديد- لم تحل سؤالها الحيوي: لماذا دار الشباب ؟وأين ؟فما الذي نريده من دار الشباب؟وإلى أين نريد الوصول ؟
إن عدم الوضوح في الإجابة على مثل هذه التساؤلات الشقية هو الذي يفرز ذلك الواقع البنيوي/ الوظيفي المهزوز، وهو الذي يقلص المسافة بين المؤسسة وموعد انقراضها. ولهذا يفترض في أي تغيير يراد للدار، أن ينطلق من بداهة وفداحة السؤال التالي: لماذا دار الشباب ؟
فالإجابة الصارمة عليه تشكل نقطة البداية لمشروع التصحيح وإعلان الحضور وتجاوز حالة الغياب القسرية.
لمحاربة الانقراض
أمام وضع كهذا ما الذي يتعين القيام به لمحاربة الانقراض ؟ لأنه و بكل وضوح فالمؤسسة بهذه المعطيات البنيوية والوظيفية مهددة بالانقراض ومعرضة لا محالة للإفلاس، إذا ما فضلت الاستمرار في نفس النهج بإعادة الإنتاج لنفس الرموز دونما تجاوز أو إبداع.
إن المقاربة السوسيولوجية التي اعتمدناها في هذا المقام لم تهدف فقط إلى "فضح" وتفكيك واقع المؤسسة، ولكنها تتجاوز ذلك في هدفيتها الرئيسية إلى بلوغ مرتبة قوة اقتراحية للإصلاح والتغيير، فالسيوسيولوجيا وكما يقول عبد الكبير الخطيبي هي مشروع معرفي للتفسير والتغيير،ومن ثمة تكون المقاربة السوسيولوجيا حاملة بدورها لغايات التفسير والتغيير الذي يصبو إلى طرح وإعمال ما ينبغي أن يكون لتلافي عسر وأزمة ما هو كائن بالقوة والفعل.
وبما أن الخلل العام يعتري البنية والوظيفة معا فإن أي تغيير محتمل ينبغي بالضرورة أن يكون بنيويا ووظيفيا في أبعاده المركزية. وهذا لا يكون إلا بالإجابة على سؤال الغائية: لماذا دار الشباب ؟
هل نريدها مؤسسة لتزجيه الوقت ؟أم نريدها مؤسسة للتكوين ؟أم نريدها مؤسسة من أجل الشباب بما يعني ذلك من توفير لكل حاجياته ؟أم إننا لا نريد منها أن تكون غير مؤسسة من مؤسسات "الزينة" و"تلميع الصورة" لإبراز اهتمامنا بالشباب ؟أم إننا لا نعرف بالضبط لماذا ؟ونعرف فقط أنها مورث استعماري ارتأينا الاحتفاظ به تماما كما هو الأمر بالنسبة لباقي مؤسسات "تركة" الحماية !
إن هذا السؤال المأزقي لا يمكن أن نجيب عنه انطلاقا من نظرة قطاعية نحصرها في وزارة الشبيبة والرياضة،وإنما يتوجب إيجاد جواب شاف له من طرف المشروع المجتمعي عموما، ومن طرف كافة الأجهزة الدولتية، وذلك لأن دار الشباب لا تهم قطاعا وزاريا محدد بل تهم مجموع هياكل المجتمع بحكم أدوارها/ وظائفها الخفية /الظاهرة، فمحاربة انقراض المؤسسة، والمحافظة بالتالي على وجودها تكون انطلاقا من فك أسرار الغائية الغائبة، وعلى أعلى المستويات، وبأقصى درجات الوضوح. فإذا كنا نريد مؤسسة شبابية بامتياز تعانق هموم وآمال الشباب وتلبي حاجياتهم فهذا يعني ضرورة تأهيل المؤسسة بنية وظيفة، تأهيلا يتناسب وروح العصر، أما إذا كان سؤال الغائية غائبا عنا ولا نتعب أنفسنا ببحثه وتمحيصه فهذا يعني اختيارنا للأفق المحدود وللموت البطيء !
إن دار الشباب مؤهلة لصنع التغيير عبر الإسهام في مشاريع التنمية المجتمعية، وإقحامها في هذا البعد التنموي الضروري للإقلاع يتطلب استحضار لجميع التحديات التي تعصف بها، وذلك ارتباطا بثورة الإعلام والاتصال وتنامي حاجيات الشباب وانتقالها إلى مستوى بالغ التعقيد.
فحماية المؤسسة من الانقراض فيه حماية قصوى للذاكرة الجماعية وتحصين للممارسة الجمعوية وتأكيد قبلي لاعترافنا بالشباب كفئة تستحق الاهتمام والاحترام. ولهذا ليس هناك من خيار أمام الفاعلين في فضاء دار الشباب إلا محاربة هذا الانقراض باستبداع أساليب وطرائق جديدة لاستثمار الوقت الفراغ تساير تطورات العصر، وأيضا بتأهيل البنيات العامة للمؤسسة وتشذيب وظائفها النوعية. بدون ذلك كله لن يكون للمؤسسة موقع في مغرب الغد، إذ ستتحول فقط إلى مؤسسة ثانوية أو ثالثية تختص فقط في ابتلاع المال العام من غير تحقيق أية مردودية تذكر.
إذن دار الشباب المغربية أسسها البنيوية والوظيفية توجد اليوم في مفترق الطرق وما على الفاعلين فيها إلا الاختيار، وبالطبع فلكل اختيار ثمنه ونتائجه، التي لا بد وأن يلتسع بها المجتمع عموما بحكم التأثر والتأثير بين الميكرو  والماكروسيولوجي.   



عبد الرحيم العطري


الخميس، 6 سبتمبر 2012

الحوار الوطني مع الشباب

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

الحوار الوطني مع الشباب


الحوار الوطني مع الشباب
22 شتنبر 2012
إقليم طاطا



تحميل استمارة المشاركة الخاصة بهذا النشاط وإيداعها مباشرة بعد ملئها وتوقيعها وتزكيتها من طرف الجمعية ، بـــــــ :

  1. مقر نيابة وزارة الشباب والرياضة طاطا
  2. أو بدار الشباب المسيرة طاطا 
  3. أو بدار الشباب أقا المركز 




إعلان فرص للتشغيل

إعلان فرص للتشغيل


النقل المزدوج
(09/08/2012)

في إطار التوجيهات المضمنة في البرنامج الحكومي التي تجعل من النهوض بالعالم القروي إحدى الروافد الأساسية للسياسة التنموية للبلاد ولتلبية حاجيات ساكنة العالم القروي من التنقل، اعتمدت وزارة التجهيز والنقل دفترا للتحملات لاستغلال خدمات النقل المزدوج بالعالم القروي لتمكين جميع الراغبين في الاستثمار في هذا المجال من الحصول على ...

في إطار التوجيهات المضمنة في البرنامج الحكومي التي تجعل من النهوض بالعالم القروي إحدى الروافد الأساسية للسياسة التنموية للبلاد ولتلبية حاجيات ساكنة العالم القروي من التنقل، اعتمدت وزارة التجهيز والنقل دفترا للتحملات لاستغلال خدمات النقل المزدوج بالعالم القروي لتمكين جميع الراغبين في الاستثمار في هذا المجال من الحصول على التراخيص اللازمة في إطار شفاف وعادل يضمن تكافؤ الفرص، مع منح الأولوية بهذا الخصوص لأصحاب الشواهد العاطلين والأشخاص المعوزين وأصحاب سيارات الأجرة التي تربط بين الجماعات القروية والحواضر الراغبين في التخلي عن هذه السيارات والتركيز على نشاط النقل المزدوج. ويتضمن دفتر التحملات هذا مقتضيات انتقالية لتسوية وضعية الممارسين في النقل غير المنظم (النقل السري)، حيث يتعين على المعنيين بالأمر إيداع طلب الحصول على رخصة النقل المزدوج مباشرة لدى المديرية الجهوية أو الإقليمية للتجهيز والنقل، مقابل وصل بالإيداع يسلم داخل أجل لا يتعدى 24 ساعة، يقوم مؤقتا مقام الرخصة ويعتد به لدى مصالح المراقبة في انتظار البث في الطلب من طرف اللجنة الوطنية للنقل وتسليمه الرخصة النهائية. و يمكن سحب دفتر التحملات هذا لدى المديريات الجهوية أو الإقليمية للتجهيز والنقل، كما يمكن تحميله على الموقع الإلكتروني للوزارة www.mtpnet.gov.ma . وتقرر الشروع في العمل بهذا الدفتر ابتداء من فاتح غشت 2012.


                                                الموقع الإلكتروني للوزارة


السبت، 1 سبتمبر 2012

المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي




Auteur: MOHAMED NEBBOU


 المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي:الدلالات ومهام الفعاليات الشبابية

 اعتبر كثير من الفاعلين الشباب والمهتمين بالعمل الجمعوي والشبابي أن الدستور الجديد شكل نقلة نوعية على مستوى التعاطي مع قضايا الشباب بالمغرب كما دشن لمرحلة جديدة ومقاربة متقدمة تمثل إلى حد ما شبه قطيعة مع النظرة الكلاسيكية القديمة التي ظلت سائدة لعقود خلت حيث أفرد هذا الدستور وبشكل صريح فصلين لهذه الشريحة من المجتمع حيث جاء في الفصل الثالث والثلاثون من الباب الثاني الخاص بالحريات والحقوق الأساسية ما يلي " على السلطات العمومية اتخاذ التدابير الملائمة لتحقيق ما يلي :
ü  توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للبلاد
ü  مساعدة الشباب على الاندماج في الحياة النشيطة والجمعوية وتقديم المساعدة لأولئك الذين تعترضهم صعوبة في التكيف المدرسي أو الاجتماعي أو المهني
ü  تيسير ولوج الشباب للثقافة والعلم والتكنولوجيا والفن والرياضة والأنشطة الترفيهية مع توفي الظروف المواتية لتفتق طاقاتهم الخلاقة والإبداع في كل المجالات
ü  يحدث مجلس استشاري للشباب والعمل الجمعوي من اجل تحقيق الأهداف وتفعيل الإجراءات الواردة في هذا الفصل "
 ومن خلال قراءة متأنية لهذا الفصل يبرز انه تلخيص لأهم العقبات والمشكلات وتشخيص دقيق لواقع الحال وجرد لتحديات المطروحة من اجل الارتقاء بوضع الشباب بالمملكة إذ وفضلا عن الدلالة القوية التي يمكن أن يوحي بها إدراج فصل خاص عن هذه الفئة ضمن باب خصص للحقوق والحريات الأساسية اللازم تمتع المغاربة بها أفراد وجماعات , نساء ورجال, باعتبارها فئة تشكل الحجر الأساس للمجتمع والتحدي الأكبر للدولة من حيث حاجياتها واكراهاتها ومطالبها المتجددة والمتسارعة في زمن الانفتاح والعولمة فالفصل الثالث والثلاثون وان كان يتحدث صراحة عن ما يلزم القيام به من طرف السلطات المعنية لتمكين هذه الفئة من مقومات التمتع بحقوقها المشروعة فانه يقر ضمنيا بحجم العوائق التي تقف سدا منيعا أمام تمتيع الشباب المغربي بحقوقه والتي يستشرف من خلال ما نص عليه تجاوزها في المستقبل معتبرا ذلك بمثابة مداخل تحقق ما عجزت عن تحقيقها سلفا وهذه العقبات غير المعلن عنها صراحة هي "الحرمان" من المشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد نتيجة سياسة الاحتكار الممنهجة من قبل الفئات المعمرة في كل المجالات وهو أمر لم يعد مقبول السكوت عنه مهما كانت الذرائع والمسوغات وكذا صعوبة الاندماج في الحياة المدرسية والاجتماعية والمهنية الذي تعانيه شرائح عريضة داخل هذه الفئة وهو ما يعني الحيلولة دون تمتعها بحقوقها الثقافية والمهنية والاجتماعية بفعل عدم نجاعة الآليات والمقاربات المعتمدة حتى ألان ونتيجة هذه العقبات المتعددة الأصول فإن البلاد عانت نتائج يمكن اختصارها في محورين أساسيين أولهما حرمان جزئي أو كلي جماعي أو فردي لفئة الشباب من التمتع بحقوقها كاملة غير منقوصة وما لذلك من أثار على تصنيف المغرب في السلاليم الدنيا لمؤشرات التنمية البشرية دوليا وثانيهما هو عدم استفادة البلاد من خبرات ومهارات وقدرات هذه الفئة وطاقاتها الكامنة نتيجة غياب الاندماج وسيادة منطق الإقصاء والتهميش وعموما فان الإمعان في تفاصيل هذا الفصل تؤكد بالملموس اعتراف الدولة بخطيئتها السياسية وتواضع نتائج سياساتها في تمكين الشباب وإدماجهم في الحياة العامة وبذلك لم تحصد البلاد مما سبق من مقاربات سوى الفشل ونتائج كارثية مزدوجة الانعكاس على الفرد والدولة وأفرزت تمظهرات عدة كردود أفعال عن هذا الوضع غير المرضي في شكل هجرة سرية , هجرة الأدمغة , الانحراف ...., والاحتجاجات بكل أشكالها ومطالبها والتي تتقاطع في مطلب شامل هو ضرورة الإقرار بالمسألة الشبابية بالمغرب في الوقت الراهن وضرورة مراجعة منطق التعامل مع مطالبه والاشتغال بكل جدية ومسؤولية على حاجياته باعتماد مقاربة تقطع مع سابقاتها وهذا ما حاول الوقوف عليه الفصل مئة وسبعون من الباب الثاني عشر المتعلق باليات الحكامة الجيدة وخاصة فيما يخص الشأن الشبابي حيث جاء فيه أن المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي المحدث بموجب الفصل الثالث الثلاثون من الدستور "يعتبر هيئة استشارية في ميادين حماية الشباب والنهوض بتطوير الحياة الجمعوية وهو مكلف بدراسة وتتبع المسائل التي تهم هذه المسائل وتقديم اقتراحات حول كل موضوع اقتصادي واجتماعي وثقافي يهم مباشرة النهوض بأوضاع الشباب والعمل الجمعوي وتنمية طاقاتهم الإبداعية وتحفيزهم على الانخراط في الحياة الوطنية بروح المواطنة والمسؤولية " وهو ما يوحي بان منطق النيابة في معالجة قضايا الشباب لم يعد يجدن نفعا وان الأمر بات يتطلب استحضارا فعليا لهذه الفئة في كل تناول لقضاياها بعيدا عن الحجر والوصاية التي ظلت سارية المفعول ولعل إدراج هذا الفصل في الباب المتعلق بميكانزمات الحكامة والتدبير الرشيد لمؤشر على ضرورة اخذ نفس جديد وفي هذا الإطار يقول الملك في خطابه بتاريخ السابع عشر يونيو المنصرم أثناء تقديمه للمحاور الكبرى لمشروع الدستور متحدثا عن هذه الهيئة الشبابية "... وعملا على تمكين الشباب من فضاء مؤسسي للتعبير والنقاش فقد حرصنا على إحداث مجلس للشباب والعمل الجمعوي يشكل قوة اقتراحية لتمكينهم من المساهمة بروح الديمقراطية والمواطنة في بناء مغرب الوحدة والكرامة والعدالة الاجتماعية ..." فهذا المجلس اذن هو بوابة لإشراك الشباب في تدبير شؤون البلاد ومن ضمن ذلك القضايا المتعلقة بالشباب وإجمالا فان التنصيص وبشكل صريح على حقوق الشباب وسبل تحقيقها في الدستور الجديد هو دخول مرحلة جديدة يفهم منها الانتقال من وضع طبعه الشعار "ضرورة التشبيب " إلى وضع يفسح الطريق لتنزيله وإقراره كواقع معاش ,هذا التقدم الملموس لم يكن عبثا بل هو نتاج ثمرة نضالات قوى شكل الشباب عمودها الفقري بطبيعة الحال كما أن المكانة التي حظي بها الشباب في الدستور الحالي ولو من الناحية النظرية حتى الآن هي محاولة لمصالحة الدولة والفاعلين من داخلها مع الشباب كما أن هذا التنصيص هو التقاط وان اعتبره البعض متأخرا لرسائل مشفرة من قبل الفعاليات الشبابية في العقد الأخير من خلال جملة من الاحتجاجات وتعابير الرفض لواقع الحال التي اتخذت أشكال متعددة يبقى أبرزها العزوف الكبير عن انتخابات 2007، والمشاركة الملحوظة في حركة 20فبراير سواء بالتواجد الميداني أو على مستوى العالم الافتراضي وهي أهم المحطات التي شكلت سياقات حقيقية دافعة لتبيئة الشباب المكانة التي نص عليها هذا الدستور إلا انه وعلى الرغم من الارتياح المسجل بخصوص منحى التعاطي مع المسألة الشبابية انطلاقا من مقتضيات الدستور فان الكثير من الاستفهامات والحذر والحيطة ينبغي أن يتحلى بها الفاعلون الشباب حيث يجب أن يبقى الاطمئنان مرفوقا بحذر شديد ويقظة خصوصا إذا ما استحضرنا التجارب السابقة المتعلقة بالمؤسسات الشبابية وأيضا الفصل مئة وواحد وسبعون من الدستور والذي ينص على أن تأليف وصلاحيات وتنظيم وقواعد تسيير المؤسسات والهيئات المنصوص عليها في الفصول مئة وستون إلى مئة وسبعون من هذا الدستور تحدد بقوانين و اعتبارا لذلك فان المرحلة القادمة تشكل أولا امتحانا حقيقيا للدولة حول حقيقة ما عبرت عنه مضامين هذا الدستور وثانيا محطة صعبة المهام بالنسبة للفعاليات الشبابية والتي تتطلب نضال لا يقل أهمية عن ما سبق مرحلة التنصيص والاعتراف بالشباب كقوة اقتراحية وفاعلة في الحياة العامة تقتضي الضرورة ادمجها ومن ابرز المهام الملقاة على عاتق الشباب المغربي اليوم هو مواجهة الحرس القديم الذي مازالت أمامه فرصة أخرى لإقبار هذا المولود والمتمثلة في التشريع لهيكلة وتنظيم وتسيير هذه المؤسسة الشبابية المنصوص عليها وكذلك الضغط من اجل التسريع بإخراج هذه المؤسسة إلى حيز الوجود والحرص على الدفاع عن الديمقراطية والشفافية والمشاركة الحقيقية للشباب في تأسيس هذه الهيئة حتى تكون ممثلا حقيقيا ومعبرا فعليا لطموحات وتطلعات وآمال الشباب المغربي ويمكن البلد من أفق جديد على جميع المستويات والأصعدة كبديل عن الركود السياسي العام الموشوم بطابع الشيخوخة والعتاقة والتقادم والرتابة والتكرار

 إن الحديث عن الإضافة النوعية التي يمكن أن يضيفها خلق المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي على الحياة الشبابية المغربية بشكل خاص والحياة العامة بشكل عام لا يعني البثة إغفال دور الهيئات والمؤسسات الأخرى بالنظر للتقاطع الكبير الذي يميز متطلبات الشباب بين مؤسسات وإرادات عدة هذا فضلا عن التواجد والحراك اليومي المفروض القيام به من قبل الشباب والفعاليات الشبابية من منطلق أن كل مكسب حتى ولو على علته يتطلب تحصينا وحماية كلبنة أولى في أفق بناء ما تبقى من المسار.

 محمد نبو

الأحد، 26 أغسطس 2012

مراكز الاستقبال


مراكز الاستقبال
في خدمة الشباب

 مراكز الاستقبال  مؤسسات تابعة لوزارة الشباب والرياضة معدة لاستقبال وفود الشباب الوطنية والأجنبية المنظمة والمؤطرة أثناء مزاولتها لمختلف الأنشطة التربوية والثقافية والرياضية... الخ.
  -رحلات ثقافية سياحية
- تداريب تكوينية
- أيام دراسية
- لقاءات شبابية
- تربصات رياضية
- مؤتمرات.

جميع مراكز الاستقبال لوزارة الشباب و الرياضة والبالغ عددها 30 مركزا موضوعة رهن إشارة الشباب الوطني و الدولي الراغبين في استعمالها والإقامة بها في إطار مجموعات منظمة ومهيكلة .


الطاقة الاستيعابية الإجمالية لهذه المراكز تصل إلى 1520 سريرا يتردد عليها سنويا قرابة  20.000 مستفيد سنويا. وهي مؤسسات مفتوحة في وجه الشباب طيلة السنة، تقدم مجموعة من الخدمات بأثمنة مناسبة (الإقامة –التغذية–فضاءات  جماعية خاصة بالتنشيط والتكوين (  :


 -  الإقامة  : في غرف من 2-3 أو 4 أفرشة مع تواجد مرافق صحية بالطابق الخاص بالمبيت .
- التغذية : تقدم 3 وجبات في اليوم مع استراحة شاي وقهوة بالإضافة إلى الوجبات الباردة و كذلك وجبات عند الطلب .
  - الفضاءات المتواجدة داخل هذه المؤسسات : قاعة الاستقبال، الإقامة، قاعة الاجتماعات، الأنشطة والانترنيت .

  

كما تنظم مجموعة من الأنشطة الأخرى ذات الطابع التربوي بطلب من بعض الجمعيات، أفلام فيديو عن المنطقة، اكتشاف الوسط الطبيعي للمنطقة، زيارة المآثر التاريخية والسياحية، زيارة المتاحف والمعارض، لقاءات مع الشباب المغربي والأجنبي المقيم بالمؤسسة، أنشطة رياضية، سباحة وأنشطة ثقافية وترفيهية .



مراكز الاستقبال تتواجد بمختلف المناطق المغربية، توفر الإقامة لنزلائها في أحسن الظروف (الخدمات والتنشيط) ومعتمدة في ممارسة مهامها على القيم الأخلاقية والإنسانية التي تتبناها وتسعى إلى تبليغها إلى الشباب: الانفتاح  على الآخر، التسامح، التعارف وتقبل ثقافة وعادات الآخر، التضامن، السلام ...



تقدم هذه المؤسسات مجموعة من العروض المتكاملة لتنظيم رحلات خاصة بالشباب المتمدرس، اكتشاف المناطق، مقامات موضوعاتية، لقاءات، حلقات تكوينية وخاصة الرحلات الثقافية والاستطلاعية، أيام دراسية، لقاءات مع الشباب، اجتماعات المنظمات والجمعيات، تربصات رياضية...الخ


  

شبكة مراكز الاستقبال



تضم شبكة مراكز الاستقبال حاليا 30 مؤسسة.

 شبكة مراكز الاستقبال





القانون الداخلي لمراكز الاستقبال




يلتزم المستفيدون من مراكز الاستقبال باحترام القانون الداخلي المحدد على الشكل التالي :

1- لا يمكن استقرار الوفد بالمركز إلا بعد تقديمه رخصة القبول لمدير المركز مسلمة من طرف وزارة الشباب والرياضة.

2- يمنع استعمال المركز لغير المسجلين في ورقة الاستقبال الجماعية.
3- يقوم المسؤول عن الوفد بتقسيم أعضاء الجماعة على الغرف المخصصة للوفد.
4- تؤدى تعويضات المبيت مباشرة لمدير المركز بمجرد الوصول مقابل وصل بذلك.
5- يمنع تحويل أو نقل الأدوات إلا بإذن من مدير المركز.
6- يعد رئيس الوفد مسؤولا عن كل ضرر أو ضياع أو إتلاف يلحق بتجهيزات المركز ومرافقه. وتؤدى في شأنه تعويضات تتناسب  ونوعية الخسائر.
7- الالتزام بتنفيذ النشاطات المحددة في البرنامج.
8- الحفاظ على نظام المركز من الناحية التربوية والمادية والأخلاقية.
9- يمنع استعمال غرف النوم للطبخ وكل ما من شأنه أن يسبب حريقا أو أي ضرر آخر.
10- يجب الحفاظ على نظافة جميع مرافق المركز.
11- يلزم احترام راحة النزلاء طيلة مدة الإقامة بالمركز.
12- يجب إشعار مدير المركز بكل مشكل طارئ يحدث داخل المركز.
13- لا تعد إدارة المركز مسؤولة عن ممتلكات المقيمين بالمركز (حلي، نقود،...)
14- يرجع المسؤول عن الوفد الأدوات الموضوعة رهن إشارة الجماعة إلى إدارة المركز قبل مغادرته.
15- لا يقبل تمديد إقامة الوفد إلا برخصة استثنائية.
16- يغلق باب المركز على الساعة الثانية عشرة ليلا.
17- لا يسمح باستعمال مراكز الاستقبال لكل جماعة سبق أن أخلت بمقتضيات هذا القانون.


اضغط للتحول مباشرة لموقع وزارة الشباب والرياضة